.. وَلَكِنَّكُمْ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ مَا لَكُمْ ... مِنَ الْعِلْمِ مَا فُقْتُمْ بِهِ مَنْ تعَّلَمَا
وَمِنْ أَصْغَر الطُّلاب لِلْعِلْمِ بَلْ لَكُمْ ... مُزْيَة جَهْلٍ غَيُّهَا قَدْ تَجَهَّمَا
لِذَلِكَ أَقْدَمْتُمْ لِفَتْحِ وَسَائِلٍ ... وَقَدْ سَدَّهَا مَنْ كَانَ بِاللهِ أَعْلَمَا
ثَكَلْتُمُوا هَلْ حَدَّثَتْكُمْ نُفُوسُكُمْ ... بِخْرِقِ سِيَاج الدِّين عَدْوًا وَمَأْثَمَا
وَإِنَّ الْحُمَاةَ النَّاصِرِينَ لِرَبِّهِمْ ... بِخْرِقِ سِيَاج الدِّين عَدْوًا وَمَأْثَمَا
عَلَى مَا يَشَأُ مِنْ كُلّ أَمْرٍ مُحَرَّمٍ ... وَلَيْسَ لَهُ مِنْ وَازِعٍ أَنْ تَكَلَّمَا
وَإِنَّ حِمَى التَّوْحِيد أَفْقَر رَسْمُهُ ... فَقُلْتُمْ وَلَمْ تَخْشُوا عِتَابًا وَمَنْقَمَا
فنَحْنُ إِذَا وَالْحَمْدُ للهِ لَمْ نَزَلْ ... عَلَى ثَغْرَةٍ الْمَرْمَى قُعُودًا وَجُثَّمَا
أَلا فَاقْبَلُوا مِنَّا النَّصِيحَةَ وَاحْذَرُوا ... وَفِيئُوا إِلَى الأَمْر الَّذِي كَانَ أَسْلَمَا
وَإِلا فَإنَّا لا نُوَافِقُ مَنْ جَفَا ... وَيَسْعَى بِأَنْ يُوطي الْحِمَى أَوْ يُهْدَمَا
وَإِلا فَإنَّا لا نُوَافِقُ مَنْ جَفَا ... وَيَسْعَى بِأَنْ يُوطي الْحِمَى أَوْ يُهْدَمَا
كَمَا أَنَّنَا لا نَرْتَضِي جُورَ مَنْ غَلا ... وَزَادَ عَلَى الْمَشْرُوعِ إِفْكًا وَمَأْثَما
وَيَا مُؤْثَرَ الدُّنْيَا عَلَى الدِّينِ إِنَّمَا ... عَلَى قَلْبِكَ الرَّانُ الَّذِي قَدْ تَحَكَّمَا
وَعَادَيْتَ بَلْ وَالَيْتَ فِيهَا وَلَمْ تَخَفْ ... عَوَاقِبَ مَا تَجْنِي وَمَا كَانَ أَعْظَما
أَغَرَّتْكَ دُنْيَاكَ الدَّنِيَّة رَاضِيًا ... بِزَهْرَتِهَا حَتَّى أَبَحْتَ الْمُحَرَّمَا
تَرُوقُ لَكَ الدُّنْيَا وَلَذَّاتِ أَهْلِهَا ... كَأَن لَمْ تَصِرْ يَوْمًا إِلَى الْقَبْرِ مُعْدِمَا
خَلِيًا مِنَ الْمَالِ الَّذِي قَدْ جَمَعْتَهُ ... وَفَارَقْتَ أَحْبَابًا وَقَدْ صِرْتَ أَعْظُمَا
وَلَمَّا تَقَدَّمَ مَا يُنَجِّيكَ فِي غَدٍ ... مِنَ الدِّينِ مَا قَدْ كَانَ أَهْدَى وَأَسْلَمَا
وَذَلِكَ أَنْ تَأْتِى بِدِينِ مُحَمَّدٍ ... وَمِلَّةِ إِبْرِاهِيمَ إِنْ كُنْتَ مُسْلِمَا
تُوَالي َعلَى هَذَا وَتَرْجُو بِحُبِّهِمْ ... رِضَى الْمَلِك العْلام إِذَا كَانَ أَعَظْمَا
وَتُبْغِضُ مَنَ عَادَى وَتَرْجُو بِبُغْضِهِمْ ... مِنَ اللهِ إِحْسَانًا وَجُودًا وَمَغْنَمَا
فهَذَا الَّذِي نَرْضَى لِكُلِّ مُوَحِّد ... وَنَكْرَهُ أَسْبَابًا تُرِدْهُ جَهَنَّمَا
وَصَلِّ إِلَهِي مَا تَأَلَّقَ بَارِقٌ ... عَلَى الْمُصْطَفَى مَنْ كَانَ بِاللهِ أعْلَمَا