للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. جَهَنَّمُ مَأْوَاهُ وَسَاءَتْ مَصِيرُهُ ... سِوَى عَاجِزٌ مَسْتَضْعَفٌ كَانَ مُعْدَما

فَهَلْ عِنْدَكُمْ عِلْمٌ وَبُرْهَانَ حُجْة ... فَحَيَّا هَلا هَاتُوا الْجَوَابَ الْمُحَتَّما

وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَجِيئُوا بِحُجَّةٍ ... لِتَدْفَعْ نَصًّا ثَابِتًا جَاءَ مُحْكَما

وَلَكَنما الأَهْوَاء تَهْوى بِأَهْلِهَا ... فَوَيْلٌ لِمَنْ أَلَوْتَ بِهِ مَا تَأَلَّما

أَلا فَأَفِيقُوا وَارْجِعُوا وَتَنْدَمُوا ... وَفِيئُوا فَإِنَّ الرَّشُدَ أَوْلَى مِنَ الْعَمَا

وَظَنِّي بِأَنَّ الْحُبَّ للهِ وَالْوَلا ... عَلَيْهِ تَوَلَّى عَنْكُمُو بَلْ تَصَرَّما

وَحُبُّكُمْ الدُّنْيَا وَإِيثَارُ جَمِعَهَا ... عَلَى الدِِّينَ أَضْحَى أَمْرهُ قَدْ تَحَكُّمَا

لِذَلِكَ دَاهَنْتُمْ وَوَالَيْتُمُوا الَّذِي ... بِأَوْضَارِ أَهْلِ الْكُفْرِ قَدْ صَارَ مُظْلِما

وَجَوَّزْتُمُوا مِنْ جَهْلِكُمْ لِمُسَافِرٍ ... إِقَامَتُهُ بَيْنَ الْغُوَاة تَحَكُّما

بِغَيْرِ دَلِيلٍ قَاطِعٌ بَلْ بِجَهْلِكُمْ ... وَتَلْبِيس أَفَّاكَ أَرَادَ التَّهَكُّمَا

وقَدْ قلْتُمُوا فِي الشَّيْخِ مَنْ شَاعَ فَضْلُهُ ... وَأَنْجَدَ فِي كُلِّ الْفُنُونِ وَالتهَمَا

إِمَامِ الْهُدَى عَبْدِ اللَّطِيفِ أَخِي التُّقَى ... فَقُلْتُمْ مِنَ الْعُدْوَانِ قَولاً مُحَرَّمَا

مَقَالَةَ فَدْمٍ جَاهِلٍ مُتَكَلِّفٍ ... يَرَى أَنَّهُ كُفْرًا فَقَال مِنَ الْعَمَا

يُنَفِّرُ بَلْ قَدْ قلْتُمُوا مِنْ غَبَائِكُمْ ... يُشَدِّدُ أَوْ قُلْتُمْ أَشَدَّ وَأَعْظَمَا

وَلَيْسَ يَضُرُّ السُّحْبُ فِي الْجَوِ نَابِحٌ ... وَهَلَ كَانَ إِلا بِالإِغَاثَةِ قَدْ هَمَا

فَيَدْعُو لَهُ مَنْ كَانَ يَحْيَى بِصَوْبِهِ ... وَيُنَجِّهِ مَنْ كَانَ أَعْمَى وَأَبْكَما

أَيُنْسَبُ لِلتَّنْفِيرِ وَهُوَ الَّذِي لَهُ ... رَسَائِلُ لَمْ يَعْلَمْ بِهَا مَنْ تَوَهَّمَا

يُؤَنِّبُ فِيهَا مَنْ رَأَى غَلْطَةً ... وَيَأْمُرُ أَنْ يَدْعُو بِلِينٍ وَيَحْلُمَا

أَيُنْسَبُ لِلتَّشْدِيدِ إِذَا كَانَ قَدْ حَمَا ... حِمَى الْمِلَّة السَّمْحَاء أَنْ لا تُهْدَمَا

وَغَارَ عَلَيْهَا مِنْ أُنَاسٌ تَرَخَّصُوا ... وقَدْ جَهِلُوا الأَمْرَ الْخَطِيرَ الْمُحَرَّمَا

فَلَوْ كُنْتُمُوا أَعَلَى وَأَفْضَلَ رُتْبَة ... وَأَزْكَى وَأَتْقَى أَوْ أَجَلَّ وَأَعْلَمَا

يُشَارُ إِلَيْكُمْ بِالأَصَابِعِ أَوْ لُكُمْ ... مِنَ الْعِلْمِ مَا فُقْتُمْ بِهِ مَنْ تَقَدَّمَا

لِكُنَّا عَذَرْنَاكُمْ وَقُلْنَا أَئِمَّة ... جَهَابِذَة أَحْرَى وَأَدْرَى وَأَفْهَمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>