للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِأَنَّ حِمَى التَّوْحِيدِ لَيْسَ بِرَبْعِهِ ... وَلا حِصْنِهِ مَنْ يَحْمِهِ أَنْ يُهَدَّمَا

وَظَنُّوا سَفَاهًا أَنْ خَلَى فَتَوَاثَبَتْ ... ثَعَالِبُ مَا كَانَتْ تَطَا فِي فِنَا الْحِمَا

أَيَحْسَبُ أَعْمَى الْقَلْبِ أَنَّ حُمَاتَهُ ... غُفَاةٌ فَمَا كَانُوا غُفَاةً وَنُوَّمَا

فَإِنْ كَانَ فَدْمٌ جَاهِلٌ ذُو غَبَاوَةٍ ... رَأَى سَفَهًا مِنْ رَأْيِهِ أَنْ تَكَلَّمَا

بِقَوْلٍ مِنْ الْجَهْلِ الْمُرَكَّبِ خَالَهُ ... صَوَابًا وَقَدْ قَالَ الْمقَالَ الْمُذَمَّمَا

سَنَكْشِفُ بِالْبُرْهَانِ غَيْهَبَ جَهْلِهِ ... وَيَعْلَمُ حَقًّا أَنَّهُ قَدْ تَوَهَّمَا

وَنُظْهِرُ مِن عَوْرَاتِهِ كُلَّ كَامِنٍ ... لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ جَاءَ إِفْكًا وَمَأْثَمَا

رُوَيْدًا فَأَهْلُ الْحَقِّ وَيْحَكَ فِي الْحِمَى ... وَقَدْ فَوَّقُوا نَحْوَ الْمُعَادِينَ أَسْهُمَا

وَتِلْكَ مِن الآيَاتِ وَالسُّنَنَ الَّتِي ... هِيَ النُّورُ إِنْ جَنَّ الظَّلامُ وَأَجْهَمَا

فَيَا مَنْ رَأَى نَهْجَ الضَّلالَةِ نَيِّرَا ... وَمَهْيَعَ أَهْلِ الْحَقِّ وَالدِّيِن مُظْلِمَا

لَعَمْرِي لَقَدْ أَخْطَأْتَ رُشْدَكَ فَاتَّئِدْ ... وَرَاجِعْ لِمَا قَدْ كَانَ أَقْوَى وَأَقْوَمَا

مِن الْمَنْهَجِ الأَسْنَى الَّذِي ضَاءَ نُورُهُ ... وَدَعْ طُرُقًا تُفْضِي إِلَى الْكُفْرِ وَالْعَمَا

وَمِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ فَاسْلُكْ طَرِيقَهَا ... وَعَادِ الَّذِي عَادَاهُ إِنْ كُنْتَ مُسْلِمَا

وَوَالِ الَّذِي وَالَى وَإِيَّاكَ أَنْ تَكُنْ ... سَفِيهًا فَتُحْظَى بِالْهَوَانِ وَتَنْدَمَا

أَفِي الدِّينِ يَا هَذَا مُسَاكَنَةُ الْعِدَا ... بِدَارِ بِهَا الْكُفْرِ أَدْلَهَمَّ وَأَجْهَمَا

وَأَنْتَ بِدَارِ الْكُفْرِ لَسْتَ بِمُظْهِرٍ ... لِدِينِكَ بَيْنَ النَّاسِ جَهْرًا وَمُعْلِمَا

بِأَيِّ كِتَابٍ أَمْ بِإِيَّةِ آيَةٍ ... أَخَذْتَ عَلَى هَذَا دَلِيلاً مُسَلَّمَا

وَإِنَّ الَّذِي لا يُظْهِرُ الدِّينَ جَهْرَةً ... أَبْحَتْ لَهُ هَذَا الْمَقَامَ الْمُحَرَّمَا

إِذَا صَامَ أَوْ صَلَّى وَقَدْ كَانَ مُبْغِضًا ... وَبِالْقَلْبِ قَدْ عَادَى ذَوِي الْكُفْرِ وَالْعَمَا

ثَكَلَتْكَ هَلْ حَدَّثْتَ نَفْسَكَ مَرَّة ... بِمِلَّةِ إِبْرَاهِيم أَوْ كُنْت مُعْدَما

فَفِي التّرمذي أَنَّ النَّبِيّ مُحَمَّدًا ... بَرِئَ مِنَ الْمَرْءِ الَّذِي كَانَ مُسْلِمًا

يُقِيمُ بِدَارٍ أَظْهَرَ الْكُفْرَ أَهْلُهَا ... فَيَا وَيْحَ مَنْ قَدْ كَانَ أَعْمَى وَأَبْكَمَا

أَمَا جَاءَ آيَاتٌ تَدُلُّ بِِأَنَّهُ ... إِذَا لَمْ يُهَاجِرْ مُسْتَطِيع فَإِنَّمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>