وأتباعه وأصحابه بلا محاباة ولا مداهنة فكَانَ في ذَلِكَ في القمة العإلية التي لا يصل إليها راق في تنفيذ أمر الله وتطبيقه علي الكبير والصغير والقوي والضعيف والشريف والوضيع والسيد والمسود.
اللَّهُمَّ ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب الْعَمَل الَّذِي يقربنا إلي حبك، اللَّهُمَّ ثَبِّتْ إيماننا ثبوت الجبال الراسيات ووفقنا للعمل بالباقيات الصالحات واعصمنا يا مولانَا عن المحرمَاتَ والمشتبهات واغفر لنا جَمِيع الخطايا والزلات وافتح لدعائنا باب القبول والإجابات يا أجود الأجودين وأكرم الأكرمين وَصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
(فَصْلٌ)
ومن ذَلِكَ حلمه مَعَ الأعرابي الَّذِي قال له أتضربني يَا رَسُولَ اللهِ فإنه ? لم يتماد في غضبه ولم يستنكر من الأعرابي استفهامه الَّذِي فيه المطالبة فَقَالَ للأعرابي خذ العرجون واقتص مني.
ولَقَدْ بلغ من حلمه ? أنه لم يضرب امرأة ولا خادماً ولما قيل له وَهُوَ في القتال لو لعنتهم يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ إنما بعثت رحمة ولم أبعث لعانَاً وعِنْدَمَا لقي ? من قومه أشد ما لقي ناداه ملك الجبال وسلم عَلَيْهِ.
ثُمَّ قال يا مُحَمَّد إن الله سمَعَ قول قومك وأنَا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت أن أطبق عَلَيْهمْ الأخشبين فَقَالَ رسول الله ?: بل أرجو أن يخَرَجَ الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شَيْئاً.
ولما أذاه المشركون يوم أحد وكسروا رباعيته وشجوا وجهه وشق ذَلِكَ