للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفات وقت الصلاة ولم يخبروه بذلك هيبة له فاغتنم لذلك وقال: ردوها علي فاقبل عليها فضرب سوقها وأعناقها بالسيف تقربًا إلى الله وطلبًا لمرضاته حيث اشتغل بها عن طاعة الله.

وكان ذلك مباحًا له وبقي منها مائة فرس فلما عقرها لله تعالى أبدله الله تعالى خيرًا منها وأسرع وهي الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب تجري بأمره كيف شاء وإليه يشير قوله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} .

شِعْرًا: ... لا أَجْعَلُ الْمَالَ لِي رَبًا يُصرِفُنِي ... لا بَلْ أَكُونُ لَهُ مَوْلاً أُصَرّفُهُ

مَا لِي مِنَ الْمَالِ إِلا مَا تَقَدَّمَنِي ... فَذَاكَ لِي وَلِغَيْرِي مَا أُخَلِّفُهُ

آخر: ... وَمَا الْفَرْقُ بَيْنَ الْمَالِ لَوْلا امْتِهَانُهُ ... وَبَيْنَ الْحَصَى الْمَجْمُوع أَوْ كُثُبِ الرَّمْلِ

آخر: ... تَمَتَّعْ بِمَالِكَ قَبْلَ الْمَمَاتِ ... وَإِلا فَمَا النَّفْعُ إِنْ أَنْتَ مُتَّا

شَقِيتَ بِهِ ثُمَّ خَلَّفْتَهُ ... لِغَيْرِكَ بَعْدَكَ فَسُحْقًا وَمَقْتَا

آخر: ... فَإِنَّ مَسِيرِي فِي الْبِلادِ وَمَنْزِلِي ... هُوَ الْمَنْزِلُ الأَقْصَى إِذَا لَمْ أُقْرَّبِ

وَلَسْتُ وَإِنْ أُذْنِيتُ يَوْمًا بِبَائِعٍ ... خَلاقِي وَلا دِينِي ابْتِغَاءِ الرَّغَائِبِ

وروي أن عمر أرسل مع غلامه بأربعمائة دينار إلى أبي عبيدة بن الجراح وأمر الغلام بالتأني ليرى ما يصنع فيها فذهب بها الغلام إليه وأعطاها له وتأنى يسيرًا ففرقها أبو عبيدة كلها فرجع الغلام لعمر فخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فأرسلها معه إليه وأمره بالتأني كذلك ففعل ففرقها فاطلعت زوجته وقالت: نحن والله مساكين فأعطنا فلم يبق في الخرقة إلا ديناران فأعطاهما إياها. فرجع الغلام لعمر وأخبره فسر بذلك. وقال: إخوة بعضهم من بعض.

<<  <  ج: ص:  >  >>