للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا هو المتحقق ب {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} حقا القائم بهما صدقا.

ملبسة ما تهيا، ومأكله ما تيسر، واشتغاله بما أمر الله به في كل وقت بوقته ومجلسه حيث انتهى به المكان ووجده خاليا.

لا تملكه إشارة ولا يتعبده قيد ولا يستولي عليه رسم حر مجرد دائر مع الأمر حيثما دار.

يدين بدين الآمر أنى توجهت ركائبه ويدور معه حيث استقلت مضاربه.

يأنس به كل محق ويستوحش منه كل مبطل كالغيث حيث وقع نفع وكالنخلة لا يسقط ورقها وكلها منفعة حتى شوكها وهو موضع الغلظة منه على المخالفين لأمر الله والغضب إذا انتهكت محارمه فهو لله وبالله ومع الله.

فواها له ما أغربه بين الناس وما أشد وحشته منهم وما أعظم أنسه بالله وفرخه به وطمأنينته وسكونه إليه والله المستعان وعليه التكلان.

والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

[فوائد ومواعظ]

من علامات موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الطاعات وترك الندم على ما فعلته من الذنوب والزلات.

وقد جاء في الخبر من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن.

فإذا لم يكن بهذا الوصف فهو ميت القلب.

وإنما كان ذلك من قبل أن أعمال العبد الحسنة علامة على وجود رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>