للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. فَيَا حَسَنَ الْوَجْهِ اتَّقِ اللهَ إِنْ تُرِدْ

دَوَامَ جَمَالٍ لَيْسَ يَفْنَى وَيَذْهَبُ

يَزِيدُ التُّقَى ذَا الْحُسْنِ حُسْنًا وَبَهْجَة

وَأَمَّا الْمَعَاصِي فَهِيَ لِلْحُسْنِ تَسْلِبُ

وَتَكْسِفُ نُورَ الْوَجْهِ بَعْدَ بَهَائِهِ

وَتَكْسُوهُ قُبْحًا ثُمَّ لِلْقَلْبِ تَقْلِبُ

فَسَارِعْ إِلَى التَّقْوَى هُنَا تَجِدِ الْهَنَا

غَدًا فِي صَفَا عَيْشٍ يَدُومُ وَيَعْذُبُ

فَمَا بَعْدَ ذِي الدُّنْيَا سِوَى جَثَّةٍ بِهَا

نَعِيمٌ مُقِيمٌ أَوْ لَظَى تَتَلَهَّبُ ... >?

وَاللهُ أَعْلَمُ وصلى الله على مُحَمَّد وآله وسلم.

موعظة روى أبو الدرداء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «تفرغوا من الدُّنْيَا، فإنه من كانت الدُّنْيَا أكبر همه، فرق الله عَلَيْهِ أمره وجعل فقره بين عينيه ومن كانت الآخِرَة أكبر همه جمَعَ الله له أموره وجعل غناه في قَلْبهُ وما أقبل عبد بقَلْبهُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلا جعل الله قُلُوب الْمُؤْمِنِين تفد إليه بالود والرحمة وكَانَ الله عَزَّ وَجَلَّ إليه بكل خَيْر أسرع» . ولما دخل أبو الدرداء الشام قال: يا أَهْل الشام اسمعوا قول أخٍ ناصحٍ فاجتمعوا إليه فَقَالَ: ما لي أراكم تبنون ما لا تسكنون وتجمعون ما لا تأكلون وتؤملون ما لا تدركون إن الَّذِينَ كَانُوا قبلكم بنوا مشيدًا وأملوا بعيدًا وجمعوا عتيدًا فأصبح أملهم غرورًا ومساكنهم قبورًا. وَقَالَ بَعْضهمْ:

... أَجِدّكَ مَا الدُّنْيَا وَمَاذَا نَعِيمُهَا ... وَهَلْ هِيَ إِلا جَمْرَةٌ تَتَوَقَّدُ

لَعمرِي لَقَدْ شَاهَدْتُ فِيهَا عَجَائِبًا ... وَصَاحِبْنِي فِيهَا مَسْودٌ وَسَيِّدُ

رَأَيْتُ بِهَا أَهْلُ الْمَوَاهِبِ مَرَّةً ... وَقَدْ طَابَ عَيْشٌ وَالسُّرُورُ يُجَدَّدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>