للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيف وهناك من الْعَذَاب على الروح والبدن أمور أخرى مِمَّا لا يقدر قدره؟

فتبارك من حمل هَذَا الخلق الضعيف هذين الأليمين العظيمين اللذين لا تحملهما الجبال الرواسي. فاعرض على نفسك الآن أعظم محبوب لَكَ فِي الدُّنْيَا، بحيث لا تطيب لَكَ الحياة إلا معه فأصبحت وقَدْ أخذ منك وحيل بينك وبينه أحوج ما كنت اليه، كيف يكون حالك هَذَا ومنه كُلّ عوض؟ فَكَيْفَ بمن لا عوض عَنْهُ؟ كما قِيْل:

وَمَا ضَرَّنِي إِتْلافُ عُمْرِي كُلِّهِ ... إِذَا لِمَرَاضِي اللهِ أَصْبَحْتُ حَائِزَا

وَفِي الأثر الإلهي: «ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وتكفلت برزقك فلا تتعب، ابن آدم اطلبَنِي تجدني فَإِنَّ وجدتني وجدت كُلّ شَيْء، وإن فتك فاتك كُلّ شَيْء، وأنَا أحب إليك من كُلّ شَيْء» . انتهى كلامه رَحِمَهُ اللهُ.

شِعْرًا: ... كُلٌّ لَهُ مَطْلَبٌ يَسْعَى لِيُدْرِكَهُ ... مُسْتَحْسِنًا لِلَّذِي يرضَى وَيَهْوَاه

وَذُو الدِّيَانَةِ يَسْعَى دَائِمًا أَبَدًا ... فِيمَا يَرَى أَنَّهُ يَرْضَى بِهِ الله

اللَّهُمَّ علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ولا تجعل علمنا وبالاً علينا. اللَّهُمَّ قوى معرفتنا بك وبأسمائك وصفاتك ونور بصائرنا ومتعنا بإسماعنا وأبصارنا وقواتنا يا رب العالمين. وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِين الأحياء مِنْهُمْ والميتين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وَصَلّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين

قَالَ الشَّيْخ سُلَيْمَانٌ بن سحمان رَحِمَهُ اللهُ:

رَسَائِلُ إِخْوَانِ الصَّفَا وَالتَّوَدُّدِ ... إِلى كُلّ ذِي قَلْبٍ سَلِيمٍ مُوَحِّدِ

وَمِنْ بَعْدِ حَمْدِ اللهِ وَالشُّكْرِ وَالثَّنَا ... صَلاةً وَتَسْلِيمًا عَلَى خَيْرِ مُرْشِدِ

وَآلٍ وَصَحْبٍ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمُ ... بِعَدِّ وَمِيضِ الْبَرْقِ أَهْلَ التَّوَدُّدِ

وَبَعْدُ فَقَدْ طَمَّ الْبَلاءُ وَعَمَّنَا ... مِن الْجَهْلِ بِالدِّينِ الْقَوِيمِ الْمُحَمَّدِي

بِمَا لَيْسَ نَشْكُو كَشْفَهُ وَانْتِقَادَنَا ... لِغَيْرِ الإِلهِ الْوَاحِدِ الْمُتَفَرِّدِ

وَلَمْ يَبْقَ إِلا النَّزْرُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ ... يُعَادِيهُمُ مِنْ أَهْلِهَا كُلُّ مُعْتَدِ

فَهُبُّوا عِبَادَ اللهِ مِنْ نَوْمَةِ الرَّدَى ... إِلى الْفِقْهِ فِي أَصْلِ الْهُدَى وَالتَّجَرُّدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>