للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطباع البشرية متفقة عَلَى بغض العنْف وكيف يحب النَّاس من يؤذيهم بأقواله وأفعاله بسبب وبغَيْر سبب فالعنيف شؤم عَلَى نَفْسه قبل أن يكون شؤماً عَلَى سواه وَرُبَّمَا عم شؤمه دنياه وأخراه قال ?: "من يحرم الرفق يحرم الْخَيْر كله" رواه مسلم وأَحَمَد وأبو داود وابن ماجه، وفِي الْحَدِيث الآخر: "إن الله تعالى رفيق يحب الرفق، ويعطي عَلَى الرفق ما لا يعطي عَلَى العنف رواه مسلم أما الرفيق: فهو الْعَبْد الحسن الخلق الوقور الحليم الَّذِي أينما كَانَ ومتي كَانَ تصبو إليه القُلُوب لأنه إن قال فقوله حلَوْ لأنه أديب حكيم وإن فعل فأفعاله ترشد إلي تعلمِ الأدب ولَيْسَ بنو آدم الَّذِينَ يحبون الرفق، بل يشاركهم فِي ذَلِكَ سائر الحيوانات، وإن شئت فَانْظُرْ مبلغ حنين تلك الحيوانات إليهم فكن رفيقاً أيها المُؤْمِن تجمَعَ بين حب الله وحب عباده ولَيْسَ بعد ذَلِكَ لذوي النهي أرب، اللَّهُمَّ اختم لنا بخاتمة السعادة وَاجْعَلْنَا ممن كتبت لّهُمْ الحسني وزيادة وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَجَمِيع المُسْلِمِيْنَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وصلي الله عَلَى مُحَمَّد وعَلَى آله وصحبه أجمعين.

فَصْلٌ فِي بَيَانِ تَحْرِيْمِ الحَسَدْ

اعْلم وفقنا الله وَإِيَّاكَ وَجَمِيع المُسْلِمِيْنَ وجنبنا وَإِيَّاكَ وإياهم كُلّ خلق ذميم: أن مِمَّا يتأكد اجتنابه فِي كُل زمان ومكَانَ الحسد إذ هُوَ من الذُّنُوب المهلكات، ومعني الحسد: أن يجد الإنسان فِي صدره وقَلْبهُ ضَيِّقاً وحرجاً وكراهية لنعمة أنعم الله بِهَا عَلَى عبد من عباده فِي دينه أو دنياه حتي أنه ليحب زوالها عنهُ وَرُبَّمَا تمني ذَلِكَ أو سعي فِي إزالتها وحسبك بذمه وقبحه أن الله تعالى أمر رسوله ? أن يتعوذ من شر الحاسد كما أمر بالاستعاذة من شر

<<  <  ج: ص:  >  >>