للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُلَّ مَنْ فِيهَا لَعَمْرِي ... عَنْ قَرِيبٍ سَيَمُوتْ

إِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْهَا ... أَيُّهَا الرَّاغِبُ قُوتْ

آخر: ... لا تُعْطِ عَيْنَكَ إِلا غَفْوَةَ الْحَذَرِ ... وَاسْهَرْ لِنَيْلِ عُلُومِ الدِّينِ تَغْتَنِمِ

وَلا تَكُنْ في طِلابِ الْعِلْمِ مُعْتَمِدًا ... إِلا عَلَى مُوجِدِ الأَشْيَاءَ مِنَ الْعَدَمِ

آخر: ... تَصْفُو الْحَيَاةَ لِجَاهِلٍ أَوْ غَافِلٍ ... عَمَّا مَضَى مِنْهَا وَمَا يُتَوَقَّعُ

وَلِمَنْ يُغَالِطُ فِي الْحَقَائِقِ نَفْسَهُ ... وَيَسُومُهَا طَلَبُ الْمُحَالِ فَتَطْمَعُ

آخر: ... ضَيَّعْتَ وَقْتَكَ فَانْقَضَى فِي غَفْلَةٍ ... وَطَوَيْتَ فِي طَلَبِ الْخَوَادِعِ أَدْهُرَا

أَفْهِمْتَ عَنِ الزَّمَانِ جَوَابَهُ ... فَلَقَدْ أَبَانَ لَكَ الْعِظَاتِ وَكَرَّرَا

عَايَنْتَ مَا مَلأَ الصُّدُورَ مَخَافَةً ... وَكَفَاكَ مَا عَايَنْتَهُ مَنْ أَخْبَرَا

وأصل هذه الأماني كلها حب الدنيا والأنس بها والغفلة عن الآخرة الثاني الجهل حيث يستعبد الموت مع الصحة والشباب ولا يدري المسكين أن الشيوخ في البلدان أقل بكثير من الشباب وليس ذلك إلا كثرة الموت في الشبان والصبيان أكثر ولو سألت أحد الشيوخ الطاعنين في السن عن من مات من الشبان الذين يعرفهم لعد لك مئات.

شِعْرًا: ... لَيْسَ بِالسِّنِّ تَسْتَحَقُّ الْمَنَايَا ... كَمْ نَجَا بَازَلٌ وَعُوجِلَ بَكْرُ

وَعَوَانٌ حَازَتْ حُلِّيَّ كِعَاب ... فَاجَأَتْهَا مِن الْحَوَادِثِ بِكْرُ

آخر: ... لا تَغْتَرَّ بِشَبَابٍ نَاعِمٍ خَطِلٍ ... فَكَمْ تَقَدَّمَ قَبْلَ الشِّيب شُبَّانُ

آخر: ... وَلَقَدْ سَلَوْتَ عَن الشَّبَابِ كَمَا سَلا ... غَيْرِي وَلَكِنْ لِلْحَبِيبِ تَذَكُّرُ

آخر: ... يُعَمَّرُ وَاحِدٌ فَيَغُرُّ أَلْفًا ... وَيُنْسَى مَنْ يَمُوتُ مِنَ الشَّبَابِ

وأيضًا لا يدري أن الموت وإن لم يكن يأتي فجأة غالبا لكن المرض لا يستعبد إتيانه فجأة لأن الوهم لا يعرف إلا ما يألفه فالإنسان ألف موت غيره ولم يرى موت نفسه أصلاً فلذلك يستعبد إلا أن العاقل يعرف أن الأجل محدود قد فرغ منه والإنسان يسير إليه في كل لحظة كما قيل:

<<  <  ج: ص:  >  >>