للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شِعْرًا: ... نَسِيرُ إِلَى الآجَالِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ ... وَأَيَّامُنَا تُطْوَى وَهُنَّ مَرَاحِلُ

تَبْنِي الْمَنَازِلَ أَعْمَارٌ مُهَدَّمَة ... مِنَ الزَّمَانِ بِأَنْفَاسٍ وَسَاعَاتِ

وَمَا نَفْسُ إِلا يُبَاعِدُ مَوْلِدًا ... وَيُدْنِي الْمَنَايَا لِلنُّفُوسِ فَتَقْرُبُ

(فَصْلٌ) : إذا عرفت ذلك فعلاج الجهل الفكر الصافي من القلب الحاضر وسماع الحكمة البالغة من الكتاب والسنة والقلوب الطاهرة وأما حب الدنيا فالعلاج في إخراجه من القلب شديد في غاية الصعوبة والمشقة وهذا هو الداء العضال الذي اعجز الأولين والآخرين.

ولهذا من مداخل الشيطان إلى قلب ابن آدم حب التزين من الأثاث والثياب والمسكن والمركوب فإن الشيطان إذا رأى ذلك الذي هو بالحقيقة حب الدنيا غاليًا على قلب الإنسان باض فيه وفرخ فلا يزال الخبيث يزين له ويدعوه إلى عمارة المسكن وتزويقه وتوسيعه وتنظيمه ويدعوه إلى التزين بالثياب والمركوب ويستسخره ويستعمره طول عمره فإذا أوقعه وورطه في ذلك فقد استغنى أن يعود إليه.

ثانيًا: أن بعض ذلك يجره إلى بعض الآخر بالقوة فلا يزال يؤيده من شيء إلى آخر بالتدريج إلى أن يذهب عمره فرطا ويساق إلى أجله فيموت وهو في سبيل الشيطان وإتباع الهوى والنفس الأمارة بالسوء ويخشى من سوء العاقبة بالكفر نعوذ بالله من ذلك.

شِعْرًا: ... الْقَلْبُ مُحْتَرِقٌ وَالدَّمْعُ مُسْتَبِقٌ ... وَالْكَرْبُ مُجْتَمِعٌ وَالصَّبْرُ مُفْتَرِقُ

كَيْفَ الْفِرَارُ عَلَى مَنْ لا فِرَارَ لَهُ ... مِمَّا جَنَاهُ الْهَوَى وَالشَّوْقُ وَالْقَلَقُ

يَا رَبِّ إِنْ كَانَ شَيْءٌ لِي بِهِ فَرَحٌ ... فَامْنُنْ عَليَّ بِهِ مَا دَامَ بِي رَمَقُ

آخر: ... يَا خَاطِبَ الدُّنْيَا عَلَى نَفْسِهَا ... إِنَّ لَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ خَلِيلُ

مَا اقْتَلَ الدُّنْيَا لِخُطَّابِهَا ... تَقْتلُهمْ قِدْمًا قَتِيلاً قَتِيلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>