للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يساهموا فِي مشاريع دينية، كبناء مساجد، وقضاء دين عن مدين ومساعدة فقير، وإجراء مياه للمسلمين، والمساعدة على نشر الإسلام وطباعة مصاحف طباعة جيدة وتوزيعها عَلَى التالين لكتاب الله، وطباعة الكتب الدينية المقوية للشريعة المحمدية، وبناء بيوت لمن لا مساكن لهم، ونحو ذلك.

وقسم أنفقوا المال فِي الملاذ والملاهي، والمنكرات، وسائر المحرمات، أذهبوها فِي الحياة الدنيا، واستمتعوا بها، ولم يراقبوا الله فيها، أنعم عليهم فِي الصحة والفراغ المفروض أن تغتنم فِي طاعة الله.

ولكن يا للأسف صرفت فِي السهر، وفي الفساد، وفي المجون والكسل والتكسع، والخمول أو التطاول بالقوة عَلَى الضعفاء، والمساكين، وإعانة الظلمة والفاسقين، ونحو ذلك، من المفاسد والشرور.

وقس عَلَى ذلك باقي النعم من السمع والبصر واللسان والرجل فلم يبق نعمة إلا وقلبوها، ولا هبة من الله إلا وجحدوها فنزلوا بعد الرفعة وذلوا بعد العزة فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقال بعضهم فِي مدح اللطيف الخبير جل وعلا وذكر بعض ألطافه:

أَحَاطَ بِتَفْصِيلِ الدَّقَائِقِ عِلْمُهُ

فَأَتْقَنَهَا صُنْعًا وَأَحْكَمَهَا فِعْلا

فَمِنْ لُطْفِهِ حِفْظَ الْجَنِينِ وَصَوْنُهُ

بِمُسْتَوْدَعٍ قَدْ مَرَّ فِيهِ وَقَدْ حَلا

تَكَنَّفَهُ بِاللُّطْفِ فِي ظُلُمَاتِهِ

وَلا مَالَ يُغْنِيهِ هُنَاكَ وَلا أَهْلا

<<  <  ج: ص:  >  >>