وَقَرَأَ عُمَرَ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ بِالنَّاسِ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَاللَّيْل إِذَا يَغْشَى فَلَمَّا بَلَغَ: {فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى} خَنَقَتْهُ العَبْرَةُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَنْفُذَهَا فَرَجَعَ حَتَّى إِذَا بَلَغَهَا خَنَقَتْهُ العِبْرَةُ فَلَمْ يَسْتَطِع أَنْ يَنْفُذَهَا فَقَرَأَ غَيْرَهَا.
وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ حَالُ العُلَمَاءِ فَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرِهُمَا عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى التَّيْمِي أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ مَنْ أُوتِيَ مِنْ الِعْلِمِ مَا لا يَبْكِيهِ لَخَلِيقٌ أَنْ قَدْ أُوتِيَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لا يَنْفَعَهُ، لأَنَّ اللهَ تَعَالى نَعَتَ أَهْلَ العِلْمِ فَقَالَ: {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ} وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَلِجُ النَّارِ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ» . الْحَدِيثِ رواه الترمذي. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «عَيْنَانِ لا تَمَسَّهُمَا النَّارِ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرِسُ فِي سَبِيلِ اللهِ» . رواه الترمذي.
وَيُسْتَحَبُّ إِذَا مَرَّ بآيةِ رَحْمَةٍ أَنْ يَسْأَلَ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ وَإِذَا مَرَّ بآيةِ عَذَابٍ أَنْ يَسْتَعِيذَ باللهِ مِنْ الشَّرِّ أَوْ مِنْ العَذَابِ أَوْ يَقُولَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةِ) أَوْ يَقُولَ: (أَسْأَلُكَ الْمُعَافَاةِ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ) أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.
وَإِذَا مَرَّ بِآيةِ تَنْزِيهِ نَزَّهَ اللهَ تَعالى فَقَال: (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) أَوْ: (تَبَارَكَ وَتَعَالى) أَوْ: (جَلَّتْ عَظَمَةُ رَبَّنَا) فَقَدْ صَحَّ عَنْ حُذَيْفَةَ بن اليَمَانِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ البَقَرَةِ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ المائِةْ ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى، ثُمَّ افْتَتَحَ آلِ عِمْرَانِ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا يَقْرُأَ مُتَرَسِّلاً إِذَا مَرَّ فِيهَا بِتَسْبِيحِ سََبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤالِ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعْوَّذِ تَعَوَّذْ ثُمَّ رَكَعَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَاللهُ أَعْلَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
(موعظة) : عِبَادَ اللهِ إِنَّ مِنْ تَعْظِيمِ رَبِّنَا جَلَّ وَعَلا تَعْظِيمَ كُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَذَلِكَ مِنْ أُصُولِ الإِيمَانِ فَمَنِ اسْتَخَفَّ بِكِتَابِ اللهِ أَوْ آيَةٍ مِنْهُ أَوْ اسْتَخَفَّ بِرُسُلِهِ خَسِرَ كُلَّ الْخُسْرَانِ. عِبَادَ اللهِ أَيْنَ الغِيرَةُ الدِّينِيَّةُ كُلَّ يَوْمٍ نَجِدُ الكُتَبَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute