للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلدهم، وإن همَّ بتوبة وانزجار عن المعاصي حسنوا عنده تأجيل ذَلِكَ، وطول الأمل، وأن ما أَنْتَ فيه أَهْوَن من غيره، وفي إمكانك التوبة، والإنابة إذا كبرت في السن.

وما يقلدهم به ويكسبه من طباعهم أكثر من ما ذكرنا، وَكَمْ قادوا أصحابهم إلى المهالك. وَاللهُ أَعْلَمُ وصلى الله على مُحَمَّد وآله وسلم.

شِعْرًا: ... وأَهَوَى مِنَ الشُّبَّانِ كُلَّ مُجِيبٍ ... عن اللهوِ مِقْدَامًا إلى كُلِّ طَاعَةِ

أَخُو عِفَّةٍ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ مُحَرَّمٍ ... وَذُر رَغْبَةٍ فِيمَا يَقُودُ لجنّةِ

تَمَسَّكْ بِهِ إِنْ تَلْقَهُ يَا أَخَا التُّقَى ... تَمَسُكَ ذِي بُخْلٍ بِتِبْرٍ وَفِضَّةِ

أُحِبُّ مِن الإِخْوَانِ كُلَّ مُواتِي ... وَكلّ غضيض الطَّرْفِ عن هَفَوَاتِي

يُوَافِقُنِ فِيمَا بِهِ اللهُ رَاضِيًا ... وَيَحْفَظُنِي حَيًّا وَبَعْدَ مَمَاتِي

آخر: ... وَلا خَيرَ في الدُّنيا إِذَا لَم تَزَرْ بِهَا ... حَبِيبًا وَلَمْ يَطرَبْ إِلَيكَ حَبِيبُ

اللَّهُمَّ امنن عَلَيْنَا يا مولانَا بتوبة تمحو بها عنا كُلّ ذنب وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المسلمين الأحياء مِنْهُمْ والميتين بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

" فَصْلٌ ": وَكَمْ حث - صلى الله عليه وسلم - على أَهْل الدين فعن أَبِي هُرَيْرَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «المرء على دين خليله فلينظر المرء من يخالل» . قَالَ الْعُلَمَاءُ: معناه لا تخالل إِلا من رضيت دينه وأمانته فإنك إذا خاللته قادك إلى دينه، ومذهبه، ولا تغرر بدينك ولا تخاطر بنفسك، فتخالل من لَيْسَ مرضيًا في دنيه ومذهبه.

وَقَالَ سفيان بن عيينة: وقَدْ روي في تفسير هَذَا الْحَدِيث انظروا إلى فرعون معه هامان وانظروا إلى الحجاج معه يزيد بن أبي مسلم شر منه قُلْتُ: وانظروا إلى يزيد بن معاوية معه مسلم بن عقبة المري شر منه، انظروا إلى سُلَيْمَانٌ بن عبد الملك صحبه رجَاءَ بن حيوة الكندي أحد الأعلام الأفاضل فقومه وسدده.

<<  <  ج: ص:  >  >>