اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْمُتَّقِينَ الأبْرَارِ وَأَسْكِنَّا مَعْهمُ في دَارِ القَرارِ اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا بِحُسْن الإِقْبَالِ عَلَيْكَ وَالإِصْغَاءِ إِلَيْكَ وَوَفِّقْنَا لِلتَّعَاوُنِ فِي طَاعَتِكَ وَالْمُبَادَرَةِ إِلى خِدْمَتكَ وَحُسْن الآداب في مُعَامَلَتِكَ وَالتَّسْلِيم لأَمْرِكَ وَالرِّضَا بِقَضَائِكَ وَالصَّبْر على بَلائِكَ وَالشُّكْر لِنَعْمَائِكَ، وَاغْفِرَ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نَفْسًا مُطْمَئِنَّةٌ تُؤمِنُ بِلِقَائِكَ وَتَرْضَى بِقَضَائِكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ باسْمِكَ الطَّاهِرِ الطَّيبِ الْمُبَارَكِ الأَحَبِّ إليك الذي إذا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ وَإِذَا اسْتُرْحَمْتَ بِهِ رَحِمْتَ، وَإِذَا استفرجْتَ بِهِ فَرَّجَتْ أَنَ تَغْفِرَ سَيَّئاتنا وتُبدلها لَنَا بِحَسَنَاتِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
(فَصْلٌ) : الْحَمْدُ للهِ غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ البَشِيرُ النَّذِيرُ - صلى الله عليه وسلم - أولي الْجِدِّ في العبادَةِ والتشْمِيرِ.
عِبَادَ اللهِ إِنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ قَدْ عَزَمَ عَلَى الرَّحِيلِ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَحْسَنَ فَعَلَيْهِ بالتَّمَامِ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ فَرَّطَ فِيهِ فَلْيَخْتِمْهُ بالْحُسْنَى، فَالعَمَلُ بَالْخِتَامِ، وَبَادِرُوا رَحِمَكُمْ اللهُ أَوْقَاتَ شَهْركُم الباقِيَةَ وَاسْتَدْرِكُوا مَا مَضَى مِنْهُ بالْحَسْرَةِ وَالنَّدَمِ واخْتِمُوُه بالتَّوْبَةِ النَّصُوحِ والرُّجُوعِ إِلى صَالِحِ العملْ.
عِبَادَ اللهُ كَمْ أُنَاسٍ صَلُّوا فِي هَذَا الشَّهْرِ صَلاةَ التَّرَاوِيحِ وَأَوْقَدُوا فِي الْمَسَاجِدِ طَلَبًا للأَجْرِ الْمَصَابِيحِ وَنَسَخُوا بِإِحْسَانِهمْ كُلَّ فِعْلٍ قَبِيحٍ، وَقَبْلَ التَّمَامِ سَكَنُوا الضَّرِيحَ، وَلَمْ يَنْفَعُهُمْ الْمَالُ والآمَالُ لِمَا نُقِلُوا، رَحَلُوا عَنِ الدُّنْيَا قِدْمًا قِدْمًا وَنُقِضَ مَا بَنَوْهُ هَدْمًا هَدْمَا أَدَارَتْ عَلَيْهِمْ الْمَنُونُ رَحَاهَا وَأَحَلَّتْ وُجُوهَهُمْ في الثَّرَى فَمَحَاهَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute