للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. سَوْدَاءُ تَزْفُرُ مِنْ غَيْظٍ إِذا سُعِرَتْ

لِلظَّالِمِينَ فَمَا تُبْقِي وَلا تَذَرُ

لَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ غَيْرَ الْمَوْتِ مَوْعِظةٌ

لَكَانَ فِيهِ عَنِ اللَّذَّاتِ مُزْدَجَرُ ... >?

آخر: ... اسْلُكْ بُنَيَّ مَنَاهِجَ السَّادَاتِ ... وَتَخَلَّقَنَ بِأَشْرَفِ العَادَاتِ

لا تُلهِيَنَّكَ عَن مَعادِكَ لَذَّةٌ ... تَفْنَى وَتُوَرِثُ دَائِمَ الْحَسَراتِ

وَإِذا اتَّسَعتَ بِرِزْقِ رَبِّكَ فَاِجْعَلَنْ ... مِنْهُ الأَجَلَّ لأَوْجُهِ الصَّدَقَاتِ

وَارْعَ الْجِوارِ لأَهْلِهِ مُتَبَرِّعًا ... بِقَضَاءِ مَا طَلَبُوا مِنَ الْحَاجَاتِ

قال الضحاك في قول الله تَعَالَى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ} هِيَ سبعة أدراك بعضها فوق بعض فأعلاها: فيه أَهْل التَّوْحِيد يعذبون عَلَى قَدْرِ ذنوبهم ثُمَّ يخرجون، والثاني: فيه النَّصَارَى، والثالث: فيه اليهود، والرابع: الصابئون، والخامس: فيه المجوس، والسادس: فيه مشركوا الْعَرَب، والسابع: فيه المنافقون.

وعن ابن جريج في قوله تَعَالَى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ} ، قال: أولها جهنم، ثُمَّ لظى، ثُمَّ الحطمة، ثُمَّ السعير، ثُمَّ سقر، ثُمَّ الجحيم، وفيها أبو جهل، ثُمَّ الهاوية. خرجه ابن أبي الدُّنْيَا وغيره. وقَدْ وصف الله الأبواب بأنها مغلقة عَلَيْهمْ، فَقَالَ: {إِنَّهَا عَلَيْهمْ مُّؤْصَدَةٌ} ، وَقَالَ تَعَالَى: {عَلَيْهمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ} ، قال مقاتل: يعني: أبوابها مطبقة عَلَيْهمْ، فلا يفتح لها باب، ولا يخَرَجَ منها غم، ولا يدخل فيها روح آخر الأبد.

وهَذَا الإطباق نوعان: أحدهما خاص لمن يدخل في النار أو من يريد الله التضييق عَلَيْهِ، أجارنا الله والمسلمين من ذَلِكَ، قال أبو توبة اليزني: إن في النار أقوامًا مؤصدة عَلَيْهمْ كما يطبق الحق على طبقه. خرجه ابْن أَبِي حَاتِم.

<<  <  ج: ص:  >  >>