وعن ابن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يؤتى بجهنم لها سبعون ألف زمام، مَعَ كُلّ زمام سبعون ألف ملك يجرونها» . رواه مسلمٌ. فبينما النَّاس في الكروب والأهوال والشدائد سمعوا لها زفيرًا وجرجرةً.
تفصح عن شدة الغيظ والْغَضَب، فعِنْد ذَلِكَ أيقن المجرمون بالعطب، وجثت الأمم على الركب، قَالَ اللهُ تَعَالَى:{إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً} ، ثَبِّتْ عن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال:«من كذب علي متعمدًا فليتبوء بين عيني جهنم مقعدًا» قَالُوا: وهل لها من عينين؟ قال:«نعم ألم تسمعوا قول الله تَعَالَى: {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} قيل: المكَانَ الْبَعِيد مسيرة مائة عام، وقيل خمسمائة عام، وَذَلِكَ إذا أتى بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام، يشد بكل زمام سبعون ألف ملك، لو تركت لأتت على كُلّ بر وفاجر» . وأخَرَجَ الترمذي من حديث أَبِي هُرَيْرَةِ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يخَرَجَ عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصران وأذنان يسمعا، ولسان ينطق، يَقُولُ: إني وكلت بثلاثة، بمن جعل مَعَ الله إلهًا آخر، وبكل جبار عنيد، وبالمصور» . وعن ابن عباس قال: إن الْعَبْد ليجر إلى النار، فتشهق إليه شهقة البغلة إلى الشعير، ثُمَّ تزفر زفرة لا يبقى أحد إِلا خاف» . هكَذَا رواه ابْن أَبِي حَاتِم مختصرًا.
وعن ابن مسعود قال: إذا بقى في النار من يخلد فيها جعلوا في توابيت من نار، فيها مسامير من نار، ثُمَّ جعلت تلك التوابيت في توابيت من نار، ثُمَّ جعلت تلك التوابيت في توابيت من نور، ثُمَّ قذفوا في نار