للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنها عليه غير مطبوعة غير ملائمة، وَقَدْ قيل: مَا أكثر من يعرف الحق ولا بطبعه، وإذا شرفت النفس كانت للآداب طالبة، وفي الفضائل راغبة فإذا خالط شرف النفس الآداب صادف طبعًا ملائمًا فنما واستقر بإذن الله تعالى.

وَإِذَا كَانَتِ النُّفُوْسُ كِبَارًا ... تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا الأجْسَامُ

اللهم احمنا عن الميل والركون إِلَى أعدائك وارزقنا بغضهم وسأعوانهم والمؤيدين لهم اللهم شتت شملهم ودمرهم أجمعين وانصر من نصر الإسلام والمسلمين وأحب فيك وأبغض فيك يا رب العالمين واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله عَلَى محمد وعَلَى آله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ)

قال العلماء: وللمروءة شروط فِي نفس المرء وشروط فِي حق غيره فأما شروطها فِي حق نفسه بعد التزام مَا أوجبه الشرع من أحكامه فيكون بثلاثة أمور وهي العفة والنزاهة والصيانة.

فأما العفة فنوعان أحدهما العفة عن المحارم، والثاني العفة عن المآثم.

شِعْرًا:

فَيَا نَفْسُ صَبْرًا إِنَّمَا عِفَّةُ الْفَتَى ... إِذَا عَفَّ عَنْ لَذَّاتِهِ وَهُوَ قَادِرُ

فأما العفة عن المحارم فنوعان، أحدهما: ضبط الفرج عن الحرام كالزنا واللواط.

والثاني: كف اللسان عن الأعراض كالقذف والسعاية والنميمة والغيبة والكذب والاستهزاء ونحو ذلك. مما قَدْ كثر فِي زماننا بسبب التلفزيون والفيديو والتلفون المذياع فلهذا ينبغي الابتعاد عن الناس إلا لأخذ العلم أو إصلاح قال بعضهم:

لِقَاءُ النَّاسِ لَيْسَ يُفِيْدُ شَيْئًا ... سِوَى الْهَذَيَانِ مِنْ قِيْلَ وَقَالَ

فَأَقْلِلْ مِنْ لِقَاءِ النَّاسِ إِلا ... لأخْذِ الْعِلْمِ أَوْ إِصْلاحِ حَالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>