آخر: ... فَلا تَحْسَبُوْا أَنَّ الْمَعَالِي رَخِيْصِةً ... وَلا أَنَّ إِدْرَاكَ الْعُلَى هَيِّنٌ سَهْلُ
فَمَا كُلُّ مَنْ يِسْعَى إِلَى الْمَجْدِ نَالَهُ ... وَلا كُلُّ مِنْ يَهْوَى الْعَلا نَفْسُهُ تَعْلُو
قال العلماء: والداعي إِلَى استسهال المشاق شيئان علو الهمة وشرف الله فأما علو الهمة فيدعو إِلَى التقدم وَقَدْ ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الله يحب معالي الأمور ويكره دنيها وسفسافها» . قال المناوي: معالي الأمور وأشرافها هي الأخلاق الشرعية والخصال الدينية. أ. هـ.
وأما سفساف الأمور فهو حقيرها ورديؤها، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: لا تصغرن هممكم فإني لَمْ أر
اقعد عن المكرمات من صغر الهمم.
حَاوِلْ جَسِيْمَاتِ الأمُوْرِ وَلا تَقُلْ ... إنَّ الْمَحَامِدَ وَالْعُلَى أَرْزَاقُ
آخر: ... يَسْتَقْرَبُ الدَّارَ شَوْقًا وَهْيَ نَازِحَةٌ ... مَنْ عَالَجَ الشَّوْقُ لَمْ يَسْتَبْعِدَ الدَّارَا
آخر: ... فَإِنَّ عَلِيَّاتِ الأمُوْرِ مَشُوْبَةٌ ... بِمُسْتَوْدَعَاتٍ فِي بُطُوْنِ الأسَاوُدِ
آخر: ... بَصُرْتَ بِالْحَالِةِ الْعُلْيَا فَلَمْ تَرْهَا ... نُتَنَالُ إلا عَلَى جَسْرٍ مِنَ التَّعَبِ
آخر: ... وَلَمْ أَرَى فِي عُيُوْبٍ النَّاسَ شَيْئًا ... كَنَقْصِ الْقَادِرِيْنَ على التَّمَامِ
ويقول:
تُرِيْدِيْنَ لُقْيَانَ الْمَعَالِي رَخِيْصَةً ... وَلا بُدَّ دُوْنَ الشَّهْدِ مِنْ إبَرِ النَّحْلِ
وقال بعض العلماء: إذا طلب رجلان أمرًا ظفر به أعظمهما مروءة لكثرة وجاهته ووسائطه عند ذوي الأمر، وأما شرف النفس فيدعو إِلَى الشهامة وهي الحرص عَلَى مَا يوجب الذكر الجميل، والاحتمال وهو إتعاب النفس فِي الحسنات كما قيل:
وَإِنْ هُوَ لَمْ يَحْمِلْ عَلَى النَّفْسِ ضَيْمَهَا ... فَلَيْسَ إِلَى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبِيْلُ
فباتعا بها يكون التأديب واستقرار التقويم والتهذيب لأنها ربما تركت الأفضل وهي به عارفة، ونفرت عن التأنيب وهي له مستحسنة،