للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عُدَاتِيَ لَهُمْ فَضْلٌ عَلَيَّ وَمِنَةٌ ... فَلا أَذْهَبَ الرَّحْمَنُ عَنِّيَ الأعَادِيَا

هَمُّوْا بَحَثُوْا عَنْ زُلَتِيْ فَأَجْتَنَبْتُهَا ... وَهَمْ نَافِسُوْنِي فَاكتَسَبْتُ الْمَعَالِيَا

وهذا يكون بمعرفة مكارم الأخلاق فِي ضد أخلاقه ويكون بتمرين النفس عَلَى مصاحبته ومعاشرته والصبر عليه ولكن مَا يفعل ذلك إلا القليل الذين قَدْ وطنوا أنفسهم.

كما قيل:

النَّاسُ مِثْلُ بُيُوتِ الشَّعْرِ كَمْ رَجُلٍ ... مِنْهُمْ بِأَلْفٍ وَكَمْ بَيْتٍ بِدِيوَانِ

آخر:

وَكَمْ للهِ مِنْ عَبْدٍ سَمِيْنٍ ... كَثِيْرَ اللَحْمُ مَهْزُوْلِ الْمَعَالِي

كَشِبْهِ الطَّبْلِ يُسْمَعُ مِنْ بَعِيْدٍ ... وَبَاطِنُهُ مِنْ الْخَيْرَاتِ خَالِي

الدرجة الثانية المروءة مع الحق بالاستحياء من نظره إليك وإطلاعه عليك فِي كل لحظة ونفس وإصلاح عيوب نفسك جهد الإمكان إنه قَدْ اشتراها منك وأنت ساع فِي تسليم المبيع وتقاضي الثمن وليس من المروءة تسليمه عَلَى مَا فيه من عيوب وتقاضي الثمن كاملاً أو رؤية منته فِي هذا الإصلاح وأنه المتولي له لا أنت.

والاشتغال بإصلاح عيوبك نفسك عن التفاتك إِلَى عيب غيرك وشهود الحقيقة عن رؤية فعلك وصلاحه. أ. هـ.

عَلَيْكَ نَفْسَكَ فَتِّشْ عَنْ مَعَايِبِهَا ... وَخَلِّي مِنْ عَثَرَاتِ النَّاسِ لِلنَّاسِ

ومما تقدم يتبين لنا أن مراعاة النفس عَلَى أكمل الأحوال وأفضلها هي المروءة وإذا كانت فليس ينقاد لها مع ثقل كلفها إلا من وفقه الله وسهل عليه المشاق ويود كل أحد لو حصلت له المروءة ولكن كما قيل:

وَكُلَّ يَرَى طُرُقَ الشَّجَاعَةِ وَالنَّدَى ... وَلَكِنْ طَبْعُ النَّفْسِ لِلنَّفْسِ قَائِدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>