للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وَلاَ خَيْرَ فِي طُولِ الْحَيَاةِ وعَيْشِهَا ... إذَا أنْتَ مِنْهَا بالتُّقى لَمْ تَزَوَّدِ

ألا فاتقوا الله عباد الله واشكروه على ما وهبكم من الأموال وذلك بأن تبلوها في سبيل الله فإن بخلتم عن ذلك فاستحيوا من الله أن تنفقوا ما وهبكم من المال في معاصيه.

واشكروا الله على نعمته العظمى وهو ما أنعم به عليكم من الإيمان به وبكتبه وملائكته ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

واشكروه على ما أنعم به عليكم من العقل بالتفكير والتدبر واعتقاد حسن النية والاعتبار وشدة الخوف والحزن وسلامة الصدر للعامة.

واشكروا الله على ما أنعم به عليكم من العقل بأن تعظموا الله عز وجل وتجلوه وتستحيوا منه وتهابوه وتتقوه وتطيعوه على حسب ما عقلتم من عظمته وكبريائه وعظيم قدره سبحانه وتعالى.

فإن قصرتم في ذلك فراقبوا الله تعالى ولا تكونوا كالَّذِينَ لا يعظمونه ولا يجلونه ولا يهابونه ويستحيون منه ولا يتقونه ولا يطيعونه ولا يقدرونه حق قدره بل يستهينون بكثير من أمره.

فاتقوا الله عباد الله أن تعودوا بعد العلم جهالاً وبعد المعرفة والفهم ظلالاً ويعود العقل والعلم عليكم وبالا.

وهب الله لنا ولكم القيام بطاعته ووفقنا وإياكم شكر نعمه وحسن عبادته إنه جواد كريم رؤوف رحيم وصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

(موعظة)

إن العجب كل العجب من إنسان عاقل أخبر أنه سيسلك طريقاً شائكاً وعراً مليئاً بالمخاوف والمزعجات والمهالك وإن عليه أن يتصور هذه المخاوف والمخاطر والمهالك ويتصور آثارها على مستقبله الأبدي والَّذِي أخبره أصدق القائلين وأوفى الواعدين الَّذِي أحاط بكل شيء علماً.

شِعْرًا: ... أَمَا وَاللهِ لَوْ عَرَفَ الأَنَامُ ... لِمَا خُلِقُوا لَمَا غَفَلُوا وَنَامُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>