.. نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لاَ تَكُوْنَ كَمِثْلِهِ
وَأَنَّكَ لم تُرْصِدْ كَمَا كَانَ أَرْصَدَا ... >?
فغشي عَلَى عمر رَحِمَهُ اللهُ فَلَمَّا أفاق قال زدنا فَقَالَ القصيدة التي تلي:
... بِسْمِ الَّذِي أُنِْزلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّوَرُ
الحَمْدُ للهِ أَمَّا بَعْدُ يَا عُمَرُ
إِنْ ُكْنَت تَعْلَمُ مَا تُبْقِي وَمَا تَذَرُ
فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ قَدْ يَنْفَعُ الحَذَرُ
وَاصْبِرْ عَلَى القَدَرِ المَقْدُوْرِ وَارْضَ بِهِ
وَإِنْ أَتَاكَ بِمَا لاَ تَشْتَهِي القَدَرُ
فَمَا صَفَى لامْرِىءٍ عَيْشٌ يُسَرُّ بِهِ
إلا وَأَعْقِبَ يَوْماً صَفْوُهُ كَدَرُ
قَدْ يَرْعَوِي المَرْءُ يَوْماً بَعْدَ هَفْوَتِهِ
وَتُحْكِمُ الجَاهِلَ الأيَّامُ وَالعِبَرُ
إِنَّ التُّقَى خَيْرُ زَادٍ أَنْتَ حَامِلُهُ
وَالبِّرُ أَفْضَلُ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ
مَنْ يَطْلُبِ الجَوْرَ لاَ يَظْفُرْ بِحَاجَتِهِ
وَطَالِبُ العَدْلِ قَدْ يُهْدَى لَهُ الظَّفَرُ
وفِي الهُدَى عِبَرٌ تُشْفَى القُلُوْبُ بِهَا
كَالغَيْثِ يَحْيَى بِهِ مِنْ مَوْتِهِ الشَّجَرُ
ولَيْسَ ذُوْ العِلْمِ بِالتَّقْوَى كَجَاهِلِهَا
وَلاَ البَصِيْرُ كَأَعْمَى مَالَهُ بَصَرُ ... >?