للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأي بَعْضهمْ قائلاً يَقُولُ لَهُ:

وَكَيْفَ تَنَامُ العَيْنُ وَهِيَ قَرْيْرَةٌ ... وَلم تَدْرِ فِي أَيْ المَحَلَيْنِ تَنْزِلُ؟

وسئل بعض الموتي وكَانَ مجتهداً عن حاله؟ فأنشد يَقُولُ:

ولَيْسَ يَعْلَمُ مَا فِي القَبْرِ دَاخِلَهُ ... إلا الإلَهُ وَسَاكِنِ الأجْداثِ

وَقَالَ غيره:

أَمَا وَاللهِ لَوْ عَلِمَ الأنَامُ ... لِمَا خُلِقُوا لِمَا غَفَلُوا وَنَامُوا

لَقَدْ خُلِقُوا لِمَا لَوْ أبْصَرَتْهُ ... عُيِونُ قُلُوبِهِمْ تَاهُوا وَهَامُوا

مَمَاتٌ ثُمَّ قَبْرٌ ثُمَّ حَشْرٌ ... وَتَوبِيْخٌ وأَهْوالٌ عِظَامُ

اللَّهُمَّ ثَبِّتْ إيماننا بك ومحبتك فِي قلوبنا ثبوت الجبال الراسيات واعصمنا يا مولانَا مِنْ جَمِيعِ الموبقات ووفقنا للعمل بالباقيات الصالحات وارفع منازلنا فِي فسيح الجنات وارزقنا النظر إلي وجهك الكريم يا حكيم يا عليم يا حي يا قيوم وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِيْنَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. . .

(فَصْلٌ فِي الرِّيَاءِ)

اعْلم عصمنا الله وَإِيَّاكَ وَجَمِيع المُسْلِمِيْنَ أن القُلُوب تمرض كما تمرض الأبدان بل مرضها أشد ومن أمراضها الرياء وَهُوَ من أخطر أمراض القُلُوب ومن الأوباء الأخلاقية الضارة التي تحتاج إلي علاج دائم ويقظة مستمرة وَهُوَ مأخوذ من الرؤيا لأن المرائي يري النَّاس فعله للخَيْر ليثنوا عَلَيْهِ ويحمدوه ويأمنوه فيستولي بذَلِكَ عَلَى قُلُوبهمْ فيكون لَهُ سلطان عَلَيْهمْ يصل به

<<  <  ج: ص:  >  >>