للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمَنْ لَمْ يُطِقْ فِي أرْضِ كُلِّ ضَلاَلةٍ ... ِقَياماً وَإِظهَاراً لِدِيْنِ مُحَمَّدِ

فَحَتْمٌ عَلَيْهِ هِجْرَةٌ مَعَ أَمْنِهِ الْـ ... هَلاَكَ وَلَوْ فَرْداَ وَذَاتَ تَعَدُّدِ

بِلاَ مَحْرَمٍ مَشْياً وَلَوْ بَعَدُ المَدَى ... لِفِعْلِ الصَّحَابِيَاتِ مَعَ كُلِّ مُهْتَدِ

اللَّهُمَّ ألهمنا ذكرك وشكرك ووفقنا لما وفقت له الصالحين من خلقك وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المسلمين بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وَصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

فائدة جليلة

وَقَالَ إذا أصبح الْعَبْد وأمسي وليس همه إِلا الله وحده يحمل الله سُبْحَانَهُ حوائجه كُلّهَا وحمل عَنْهُ كُلّ ما أهمه، وفرغ قَلْبهُ لمحبته ولِسَانه لذكره وجوارحه لطاعته وإن أصبح وأمسي والدُّنْيَا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكله إلي نَفْسهُ فشغل محبته بمحبة الخلق ولِسَانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم.

فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته قال تَعَالَى " وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانَاً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ» . أ.هـ.

شِعْراً:

كَأنِّي بنَفْسِيْ قَدْ بَلَغْتُ مَدَى عُمْرِي ... وأنْكَرْتُ مَا قَدْ كُنْتُ أَعْرِفْ مِنْ دَهْرِي

<<  <  ج: ص:  >  >>