عصمنا الله وإياكم من الزلل ووفقنا لصالح الْعَمَل وهدانَا بفضله سبيل الرشاد وطَرِيق السداد إنه جل شأنه نعم المولى ونعم النصير وصلى الله على مُحَمَّد وآله وصحبه أجمعين.
وبذَلِكَ قَدْ وضح الأَمْر وتبين الرشد من الغي والهدى من الضلال ولم يبق بعد ذَلِكَ حجة لطالب الرشد ولا عذر لمن وقع في الغواية ولكن فريقًا من النَّاس وضعوا عقولهم تحت أرجلهم ولم يبالوا بمخالفة الكِتَاب والسنة واتبعوا الشهوات أنفسهم فعميت بصائرهم واسقطوا أنفسهم من درجة الكمال الَّذِي أعدهم الله له.
وَذَلِكَ بأنهم سعوا بما يضر نفوسهم ودينهم وأموالهم وَهُوَ شربهم لأبي الخبائث الدخان الَّذِي لا يتوقف عَالِم بتحريمه ولا يتوقف طبيب بمضرته ولو لم يكن من الأدلة الدالة علي تحريمه إِلا الآيات المتقدمة لكانَتْ كافية لأن إِخْوَان الشياطين وَهُوَ إسراف {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} .
ومن أوضح الأدلة على تحريمه قوله تَعَالَى في حق نبيه ? {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} ولا يمتري عاقل فضلاً عن العَالِم أنه من قسم الخبائث وله من المفاسد والأضرار ما لا يخفى على ذي بصيرة وإليك تعداد بعض مضاره وهي قليل من كثير:
١- فمن مضاره الدينية أنه إسراف والله لا يحب المسرفين.