وَمُتْرَف قَلَبْت ظَهْرا الْمَجَنِّ لَهُ ... فَعَادَ بَعْدَ عُلُو الْقَدْرِ مًحْتَقَرا
فَأَبَعْدَنْهَا وَلا تَحْفَلْ بِزُخْرُفْهَا ... وَغُضْ طَرْفَكَ عَنْهُ قَلَّ أَوْ كَثُرا
فَكُلُّ شَيْءٍ تَرَاهُ الْعَيْنُ مِنْ حَسَنٍ ... كَرُ الأَهِلَّةِ لا يُبْقِي لَهُ أَثَرَا
وَاصْحَبْ وَصِلّ وَوَاصِلْ كُلَّ أَونَةٍ ... عَلَى النَّبِيِّ سَلامًا طَيِّبًا عَطِرا
وَصَحْبِهِ وَمَنِ اسْتَهْدِي بِهَدْيِهُمُوا ... فَهُمْ أَئِمْة مِنْ صَلَى وَمَنْ ذَكَرا
ثم علم أيها الأخ أن من بورك له في عمره أدرك في يسير الزمن من منن الله ما لا يدخل تحت دوائر العبارة.
فبركة العمر أن يرزق الله العبد من الفطنة واليقظة ما يحمله على الجد والاجتهاد على اغتنام أوقات عمره وانتهاز فرصة إمكانه.
فيبادر إلى الأعمال القلبية والأعمال البدنية ويستفرغ في ذلك مجهوده بالكلية وكل ذلك في عمره قصير وزمن يسير.
والخذلان كل الخذلان أن تتفرغ من الشواغل ثم لا تتوجه إلى الله جل وعلا.
ومن الخذلان أيضًا أن تصدق العوائق والشواغل عن التوجه إلى الله تعالى.
والواجب عليك أن تبادر إلى التوجه إلى الله بالأعمال الصالحة وأن ترمي بالعوائق والشواغل خلف ظهرك.
شِعْرًا:
مَضَى أَمْسُكَ الْمَاضِي عَلَيْكَ مُعَدِّلا ... وَأَصْبَحْتَ فِي يَوْمٍ عَلَيْكَ جَدِيدُ
فَإِنْ كُنْتَ بِالأَمْسِ اقْتَرَفْتَ جِنَايَةً ... فَثَنِّي بِإِحْسَانٍ وَأَنْتَ حَمِيدُ
وَلا تَرْجُ فَعْلَ الصَّالِحَاتِ إِلَى غَدٍ ... لَعَلَّ غَدًا يَأْتِي وَأَنْتَ فَقِيدُ
وقد قيل سيروا إلى الله عرجًا ومكاسير ولا تنتظروا الصحة فإن انتظار الصحة بطالة والعاقل من بادر إلى الأعمال الصالحة قال الشاعر حاثًا على اغتنام الوقت: