فكَانَ أمير الْمُؤْمِنِين عُمَرُ بنُ الْخَطَّاب رَضِيَ اللهُ عنهُ يَقُولُ: رحم الله امرأً أهدي إلي عيوب نفسي وكَانُوا إِذَا أرشدهم أخٌ من إخوأنهمْ إلي عيب فِي نفوسهم فرحوا بهَذَا التنبيه وطهروا نفوسهم منه وشكروا من نصحهم وجعلوا نصيحته منة لَهُ عَلَيْهمْ ولم يأنفوا أو لم يستكبروا لأنَّهُمْ يتهمون نفوسهم ويرونها ناقصة ويسعون إلي رفعتها إلي أوج الكمال وبهَذَا بلغوا ما بلغوا ونالوا ما نالوا، يا عِبَادَ اللهِ: كيف نرضي عن نُفُوسنا والله جَلَّ وَعَلا يَقُولُ: (إن النفس لأمارة بالسوء) عِبَادَ اللهِ: من منا بلغ معشار ما بلغه عمر فِي كمال نَفْسه وقوة إيمانه وشدة يقينه وقَدْ كَانَ يَقُولُ لأصحابه: من رأي منكم فِيَّ اعوجاجاً فليقومه هكَذَا كَانَ ظنه رَضِيَ اللهُ عنهُ بنفسه عَلَى جلالة قدره وعلو منزلته فِي دينه وكل ما كَانَ أكبر كَانَ أقل إعجاباً بنفسه وأكثر مطالبة لها بسلوك طَرِيق الحق.