.. نَسِيتُم ضَرْبَنَا بِقَلِيبِ بَدْرٍ ... غَدَاةَ أَتَاكُمُ الموتُ العَجيلُ
غَدَاةَ ثَوَى أبو جهلٍ صَرِيعًا ... عليهِ الطيرُ حَائِمةٌ تَجُولُ
وَعُتْبَةُ وابنُهُ خَرَّا جَمِيعًا ... وَشَيْبَةُ عَضَّهُ السَّيْفُ الصَّقِيلُ
وقالت صفية بنت عبد المطلب تبكي أخاها حمزة بن عبد المطلب:
أسائلة أصحاب أحد مخافة ... بنات أبي من أعجم وخبير
فقال الخبير أن حمزة قد ثوى ... وزير رسول الله خير وزير
دعاه إله الحق ذو العرش دعوة ... إلى جنة يحيى بها سرور
فذلك ما كنا نرجى ونرتجى ... لحمزة يوم الحشر خير مصير
فوالله لا أنساك ما هبت الصبا ... بكاء وحزنًا محضري ومسيري
على أسد الله الذي كان مدرها ... يذود عن الإسلام كل كفور
فيا ليت شلوى عند ذاك وأعظمى ... لدى أصبغ تعتادني ونسور
أقول وقد أعلى النعى عشيرتي ... جزى الله خير من أخ ونصير
شِعْرًا:
فَلا يَغُرَنَّكُمْ لَمَّا جَرَى قَدَرٌ
فَرُبَّمَا فِيهِ تَأْدِيبٌ وَتِبْيَانُ
لِيَنْتَبِهْ غَافِلاً أَوْ قَائِلاً زَلَلاً
وَمُعْجَبٌ غَرَّهُ بِالْعُجْبِ شَيْطَانُ
كَمَا جَرَى فِي حُنَيْن إِذَا قَالَ قَائِلُهُمْ
الْيَوْمَ مِنْ كَثْرَةٍ يَأْتِي لَنَا شَانُ
فَأَدْبَرُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَانْهَزَمُوا
لَمْ يَلُووا مِنْ أَحَدِ وَالْكُلُّ فُرْسَانُ