.. يُناديهِم رَسولُ اللَهِ لَمّا ... قَذَفناهُم كَباكِبَ في القَليبِ
وقال كعب بن مالك أيضًا في يوم أحد:
سَائِلْ قريشًا غداةَ السَّفْحِ مِنْ أُحُدِ ... ماذا لَقِينا وما لاقوا من الهَرَبِ
كنّا الأُسُودَ وكانوا النُّمورَ إذ زَحَفُوا ... ما أنْ نراقِبْ مِنْ إلّ ولا نَسَبِ
فَكَمْ تَرَكْنا بِها مِنْ سَيِّدٍ بَطَلٍ ... حامي الذِمارِ كريمِ الجَدّ والحَسبِ
فِينا الرسُولُ شِهابٌ ثُمَّ نَتْبَعُهُ ... نُورٌ مُضيءٌ لَهُ فَضْلٌ على الشُّهُبِ
الحَقُّ مَنْطِقُهُ والعَدْل سِيرَتُهُ ... فَمَنْ يُجبْهُ إليهِ يَنْجُ مِنْ تَبَبِ
نَجْدُ المقدَّمِ ماضي الهمِّ مُعْتَزِمٌ ... حينَ القلوبُ على رجب منَ الرُّعُبِ
نَمْضي ويذْمرُنَا مِنْ غيرِ مَعْصِيةٍ ... كأَنَّه البَدْرُ لم يُطْبَعْ على الكَذِبِ
بَدَا لنا فاتَّبَعْناهُ نُصَدِّقُهُ ... وَكَذَّبوه فكُنَّا أسْعَدَ العَربِ
جالُوا وجُلْنا فَمَا فَاءوا وَلا رَجَعوا ... ونَحْنُ نَثْفُنُهُمْ لَمْ نَأْلُ في الطلبِ
ليسَا سواءً وشتَّى بين أمِرهمَا ... حِزْبُ الإلهِ وأهْلُ الشِّركِ والنُّصبِ
ولكعب بن مالك:
بَكَتْ عَيْني وحُقَّ لَهَا بُكَاهَا ... وَمَا يُغنِي البُكَاءُ ولا العَوِيلُ
عَلَى أَسَدِ الإله غَدَاةَ قالوا ... أحمزةُ ذَاكُمُ الرّجُلُ القَتِيلُ
أُصِيبَ المُسْلِمُونَ بِهِ جميعًا ... هُنَاكَ وَقَدْ أُصِيبَ بهِ الرّسُولُ
أبَا يَعْلَى لكَ الأَرْكَانُ هُدَّتْ ... وأَنْتَ المَاجِدُ البَرُّ الوَصُولُ
عليكَ سَلاَمُ رَبِّكَ في الجِنَانٍ ... مُخالِطُهَا نعيمٌ لا يَزولُ
ألا يَا هَاشِمَ الأخْيَارِ صَبْرًا ... فكُلُّ فِعالِكُمْ حَسَنٌ جميلُ
رَسُولُ اللهِ مصطبرٌ كَرِيمٌ ... بأمْرِ اللهِ ينطقُ إذْ يَقُولُ
ألاَ مَنْ مُبَلغٌ عنّي لؤيًّا ... فَبَعْدَ اليومِ دَائِلَةٌ تَدُولُ
وقبلَ اليومِ ما عَرَفُوا وَذَاقُوا ... وَقَائِعُنَان بِهَا يُشفَى الغَلِيلُ