للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَدْ خاب من كَانَ حظه من الله دنيا يحتلب درها، والخاسر من خسر دينه وإن أفاد فِي دنياه نسأل الله بأسمائه الحسنى أن يأخذ بنواصيها إليه وأن يلزمنا كلمة التَّقْوَى وأن يجعلنا من أهلها وصلى الله على مُحَمَّد.

شعرًا:

بَكِيتُ فَمَا تَبْكِي شَبَاب صَبَاكَا ... كَفَاكَ نَذِيرُ الشَّيْبِ فِيكَ كَفَاكَا

أَلَمْ تَرَ أَنَّ الشَّيْبَ قَدْ قَامَ نَاعِيًا ... مَكَانَ الشَّبَابِ الْغَضِّ ثُمَّ نَعَاكَا

أَلَمْ تَرَ يَوْمًا مَرَّ إِلا كَأَنَّهُ ... بِإِهْلاكِهِ لِلْهَالِكِينَ عَنَاكَا

أَلا أَيُّهَا الْفَانِي وَقَدْ حَانَ حِيْنُهُ ... أَتَطْمَعُ أَنْ تَبْقَى فَلَسْتَ هُنَاكَا

سَتَمْضِي وَيَبْقَى مَا تَرَاهُ كَمَا تَرَى ... فَيَنْسَاكَ مِنْ خَلَّفْتَهُ هُوَ ذَاكَا

تَمُوتُ كَمَا مَاتَ الَّذِينَ نَسيتَهُمْ ... وَتَنْسَى وَيَهْوَى الْحَيُّ بَعْدَ هَوَاكَا

كَأَنَّكَ قَدْ أُقْصِيتَ بَعْدَ تَقَرُّبٍ ... إِلَيْكَ وَإِنْ بَاكٍ عَلَيْكَ بَكَاكَا

كَانَ الَّذِي يَحْثُو عَلَيْكَ مِن الثَّرَى ... يُرِيدُ بِمَا يَحْثُو عَلَيْكَ رِضَاكَا

كَأنَ خُطُوبُ الدَّهْرِ لَمْ تَجْرِ سَاعَة ... عَلَيْكَ إِذَا الْخَطْبُ الْجَلِيلُ دَهَاكَا

تَرَى الأَرْضَ كَمْ فِيهَا رُهُون كَثِيرَةٌ ... غَلِقْنَ فَلَمْ يَحْصُلْ لَهُنَّ فِكَاكَا

اللَّهُمَّ أَنَا نسألك التَّوْفِيق للهداية والبعد عَنْ أسباب الجهالة والغواية ونسألك الثبات على الإِسْلام والسُنَّة، وأن لا تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، ونعوذ بك من مضلات الفتن، وما ظهر مَنْهَا وما بطن ونسألك أن تنصر دينك، وكتابك ورسولك وعبادك الْمُؤْمِنِينَ وأن تظهر دينك على الدين كله ولو كره الكافرون. وَاللهُ أَعْلَمُ وصلى الله على مُحَمَّد.

" فَصْلٌ "

وقَالَ ابن رجب رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: ومن تمام محبة الله محبة ما يحبه، وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شَيْئًا مِمَّا كرهه الله، أَوْ كره شَيْئًا مِمَّا يحبه الله، لم يكمل توحيده وصدقه فِي قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>