للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضَيَّعْتَ عُمْرَكَ تَسْوِيفًا بِلا عَمَلٍ ... تُمْسِي وَتُصْبِحُ بَيْنَ الْحِرْصِ وَالطَّمَعِ

وَتَسْمَعُ الْوَعْظَ لانْتِهَاكَ زَاجِرَةُ ... بَلْ أَنْتَ فِي غَفْلَة عَنْ ذَاكَ فَاسْتَمِع

فَقُمْ لِتَقْرَعَ بَابًا لِلَّذِي كَثُرتْ ... لِلسَّائِلِينَ عَطَايَاهُ وَأَنْتَ مَعِي

لَعَلَّهُ أَنْ يَرَانَا تَائِبِينَ لَهُ ... يَمُنُّ بِالْعَفْوِ عَنْ عِصْيَانِنَا الشَّنِعِ

وَاللهُ أَعْلَمُ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآله وصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فصل في (تحريم الظلم)

اعْلَمْ وفقنا الله وَإِيَّاكَ وَجَمِيع المسلمين لما يحبه ويرضاه أن الظلم مرتعه وخيم وعاقبته سيئة وَهُوَ منبع الرذائل ومصدر الشرور، وحد الظلم أنه وضع الشَيْء في غير موضعه وَهُوَ انحراف عن العدالة ومتى فشى وشاع في أمة أهلكها وإذا حل في قرية أو مدينة دمرها. وَهُوَ والفساد قرينان بهما تخرب الديار وتزول الأمصار وتقل البركات ويحل الفشل محلها وَهُوَ ظلمَاتَ تزل الأقدام في غياهبه وتضل به الأفهام ويظهر الفساد وينتشر بسببه وينتشر بسببه الفزع بين النَّاس.

وأعظم الظلم وأشده وأخبثه الشرك بِاللهِ قال الله تَعَالَى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم} ، وَقَالَ: {أَنَا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} ، وَقَالَ تَعَالَى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ اليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} الآيات. وَقَالَ: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} الآيَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>