وفي السنة الرابعة من عمره ذكر أن ملكين شقا بطنه واستخرجا قَلْبهُ وشقاه فاستخرجا منه علقة سوداء ثُمَّ غسلا قَلْبهُ وبطنه بالثلج وَقَالَ أحدهما زنه بعشره من أمته فوزنه ثُمَّ مازال يزيد حتى بلغ الألف فَقَالَ والله لو وزنته بأمته لوزنها.
وماتت أمه عَلَيْهِ السَّلام ولم يستكمل إذ ذاك سبع سنين حين انصرفت من زيارات أخواله بني النجار وكانت خرجت به معها ومعه دايتُهُ أم أيمن قدمت به إلي مَكَّة بعد موتها.
فكفله جده عبد المطلب ورق عَلَيْهِ رقة لم يرقها علي أحد من أولاده فكَانَ لا يفارقه وما يجلس علي فراشه إجلالاً له إِلا رسول الله ?.
وقدم مكه قوم من بني مدلج من القافة فَلَمَّا نظروا إليه قَالُوا لجده احتفظ به فلم نجد قدماً أشبهَ بالقدم الَّذِي في المقام من قدمه فَقَالَ لأبي طالب اسمَعَ ما يَقُولُ هَؤُلاَءِ واحتفظ به.
وتوفي جده عبد المطلب في السنة الثامنة من مولده ? وأوصي به إلي عمه أبي طالب شقيق أبيه عَبْد اللهِ فكفله وأحسن كفالته قال الواقدي أقام أبو طالب من سنة ثمان من مولد رسول الله ? إلي السنة العاشرة من النبوة ثلاثاً وأربعين سنة يحوطه ويقوم بأمره ويذب عَنْهُ ويلطف به.
ولما بلغ ? اثنتي عشرة سنة خَرَجَ مَعَ عمه أبي طالب حتى بلغ بُصْرَي فرآه بحيرُ الراهب واسمه جرجيس فعرفه فَقَالَ وَهُوَ آخذ بيده هَذَا سيد العالمين هَذَا يبعثه الله رحمة للعالمين فَقَالَ وما علمك بذَلِكَ فَقَالَ إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إِلا وخرَّ ساجداً ولا