وقال الأعمش: كنا نشهد الجنائز فلا ندري من نعزي لحزن الجميع.
وقال ثابت البناني: كنا نشهد الجنائز فلا نرى إلا مقنعًا باكيًا.
هذا حال السلف والآن انظر إلى مشيعي الجنائز بعضهم يبحث بالعقار وبعضهم يتكلم ويضحك وبعضهم يعدد مخالفاته وينذر أن ترى المتفكر في جنازته إذا وصله الدور وحمل لقب المظلم بيت الوحدة بيت الدود والصديد والهوام.
اللهم اسلك بنا سبيل الأبرار، واجعلنا من عبادك المصطفين الأخيار، وامنن علينا بالعفو والعتق من النار، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(فَصْلٌ)
قال عمر بن عبد العزيز لبعض جلسائه: يا فلان لقد أرقت الليلة أتفكر في القبر وساكنه إنك لو رأيت الميت بعد ثلاثة في قبره لاستوحشت من قربه بعد طول الأنس منك به لو رأيت بيتًا تجول فيه الهوام ويجري فيه الصديد وتخترقه الديدان مع تغير الريح وبلى الأكفان بعد حسن الهيئة وطيب الريح ونقاء الثياب ثم شهق شهقة خر مغشيًا عليه.