ومن سيئاته: أنه ربما قضي عَلَى نَفْسهِ أو عَلَى أولاده بسبب غضبه ومن سيئات الْغَضَب أن الإنسان إِذَا غضب أطلق لِسَانه بالقذف والغيبة والنميمة والبهت والاستهزاء والسخرية والشتم والسب وسائر أنواع المعاصي التي تقضي عَلَى حسناته إن كَانَ لَهُ حسنات وإلا فتوقره من سيئات عدوه ولَوْ ملك نَفْسهُ لسلم من ذَلِكَ كله.
ومن سيئاته: أنه يفضي إلي المهاترات الشفهية وتبادل السباب بين المتخاصمين وهَذَا لا يجوز وَكم من معارك تبتذل فيها الأعراض وتعدو الشتائم المحرمة عَلَى الحرمَاتِ البعيدة ولَيْسَ لهذه الآثام الغليظة من علة إلا تسلط الْغَضَب، وضياع الأدب، ولذَلِكَ كَانَ ضبط النفس عِنْدَ سورانه دَلِيل قدرة محمودة ورزانة عقل وحسبك دليلاً عَلَى ذَلِكَ ما ورد عَنِ ابن مسعود قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: "ما تعدون الصرعة فيكم"؟ قَالُوا: الَّذِي لا تصرعه الرجال. قال "لا. ولكن الَّذِي يملك نَفْسهُ عِنْدَ الغضب" وراه مسلم.
وَقَالَ رجل للنبي ?: أوصني ولا تكثر عَلَىَّ لعَلَى لا أنسي. قال:" لا تغضب ". وروي أَبُو هُرَيْرَةِ أن رجلاً قال: يَا رَسُولَ اللهِ مرني بعمل وأقلل. قال:" لا تغضب ". ثُمَّ أعاد عَلَيْهِ فَقَالَ:" لا تغضب ". ثُمَّ أعاد عَلَيْهِ فَقَالَ:" لا تغضب ". رواه البخاري، وَقَالَ ابن عمر: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ ?: قل لي قولاً وأقلله، لعَلَى أعقله. فَقَالَ:" لا تغضب ". فأعدت عَلَيْهِ مرتين، كُلّ ذلك