اللَّهُمَّ توفنا مسلمين وألحقنا بعبادك الصالحين الَّذِينَ لا خوف عَلَيْهمْ ولا هم يحزنون وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَجَمِيع المُسْلِمِيْنَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
(موعظة)
عِبَادَ اللهِ نَحْنُ في زمن بلغ فِيه الفساد مبلغاً ما كَانَ يدور في خلد إنسان وهان عَلَى كثير من النَّاس الْيَوْم أن يتقدموا إلي المعاصي مطمئنين وخف عَلَيْهمْ جداً أن يرتكبوا ما حرم الله عَلَيْهمْ غير هيابين من الله تعالى ولا مبالين بنواهيه.
ولعل زمننا هَذَا ينطبق عَلَيْهِ ما في حديث أنس رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: يأتي عَلَى النَّاس زمان القابض عَلَى دينه كالقابض عَلَى الجمر "، وما في حديث أَبِي هُرَيْرَةِ رَضِيَ اللهُ عنهُ عن النَّبِيّ ? أنه قال: «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبي للغرباء)) أخرجه مسلم.
وأخرجه الإمام أَحَمَدُ وابنُ ماجة من حديث ابن مسعود بزيادة في آخره وهي –: قيل يَا رَسُولَ اللهِ: ومن الغرباء، قال: «النزاع من القبائل)) ، وأخرجه أبو بكر الآجُرِّي وعنده –: قيل ومن هم يَا رَسُولَ اللهِ، قال: «الَّذِينَ يصلحون إِذَا فسد النَّاس)) .
وأخرجه غيره، وعنده قال: «الَّذِينَ يفرون بدينهم من الفتن)) ، وأخرجه الترمذي من حديث كثير بن عَبْد اللهِ المزني عن أبيه عن جده عن النَّبِيّ ?: ((إن الدين بدأ غريباً وسيرجع غريباً فطوبي للغرباء الَّذِينَ يصلحون ما أفسد