للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْم لَمْ تَكُنْ أُمُّ سَلَمَةَ فَقَط، بَلْ كَانَتْ أُمًّا لِلْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا وَجَعَلَ جَنَّةَ الْفِرْدَوْسِ مَثْوَانَا وَمَثْوَاهَا. أ. هـ.

اللَّهُمَّ أَنْظِمْنَا فِي سِلْكِ الْفَائِزِينَ بِرِضْوَانِكَ، وَاجْعَلنَا مِنَ الْمُتَّقِينَ الَّذِينَ أَعْدَدْتَ لَهُمْ فَسِيحَ جَنَّاتِكَ، وَادْخِلْنَا بِرَحْمَتِكَ فِي دَارِ أَمَانِكَ، وَعَافِنَا يَا مَوْلانَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة مِنْ جَمِيعِ الْبَلايَا وَاجْزِلْ لَنَا مِنْ مَوَاهِبِ فَضْلِكَ وَهِبَاتِكَ وَمَتِّعْنَا بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

فَيَا وَيْحَ مَنْ شَبَّتْ عَلَى الزَّيْغِ نَفْسُهُ ... إِلَى أَنْ دَهَاهَا الشَّيْبُ وَهُوَ نَذِيرُ

وَمَاتَ وَمَا لاقَى سِوَى الْخِزْي وَالشَّقَا ... وَوَبَّخَهُ بَيْنَ الْقُبُورِ نَكِيرُ

وَلاقَى إِلَهَ الْعَرشِ فِي ثَوْبِ حَسْرَةٍ ... وَقَدْ كَانَ فِي ثَوْبِ الْغُرُورِ يَدُورُ

فَقَالَ خُذُوهُ لِلْجَحِيمِ مُكَبَّلاً ... وَصِلُوهُ نَارًا إِنَّهُ لَكَفُورَ

وَيَا فَوْزَ مَنْ أَدَّى مَنَاسِكَ دِينِهِ ... وَعَاشَ سَلِيمُ الْقَلْبِ وَهُوَ طَهُورُ

وَتَابِعَ دِينَ الْحَقِّ فِقْهًا وَحِكْمَةً ... وَلَبِّي نَدَاءَ اللهِ وَهُوَ شَكُورُ

فهَذَا الَّذِي فِي الْخُلْدِ يَنْعَمُ بَالُهُ ... وَتَحْظَوْا بِهِ بَيْنَ الأَرَائِكِ حُورُ

فَلا تُهْمِلُوا يَا قَوْمِ آدَابَ دِينِكُمْ ... فَهَجْرُ طَرِيقِ الأَنْبِيَاءِ فُجُورُ

وَمَا الْعَيْشُ إِلا غَمْضَةٌ وَالْتِفَاتِةٌ ... وَحُلْوُ أَمَانِي فَوْتُهَنَّ مَرِيرُ

وَمَا الْمَرْءُ إِلا طَائِرٌ وَجَنَاحُهُ ... مُرُووْ لَيَالِي الْعُمْرِ وَهُوَ قَصِيرُ

وَمَا الْمَوْتُ إِلا جَارِحٌ لا يَعُوقُهُ ... إِذَا انْقَضَّ بُنْيَانٌ عَلا وَقُصُورُ

وَرَامِي الْمَنَايَا لا تُرَدُّ سِهَامُهُ ... سَوَاءٌ لَدَيْهَا حَاكِمٌ وَحَقِيرُ

وإنَّا وَإِنْ عِشْنَا زَمَانًا مُطَوَّلاً ... وَطَابَ لَدَيْنَا الْعَيْشَ وَهُوَ نَظْيرُ

فَبَطْنُ الثَّرَى حَتْمًا مَحَطُ رِحَالِنَا ... وَهَلْ ثَمَّ حَيٌّ مَا حَوَتْهُ قُبُورُ

وَيَا لَيْتَهَا كَانَتْ نِهَايَةُ ضَعْنِنَا ... وَلَكِنَّ عُقْبَى الظَّاعِنِينَ نُشُورُ

<<  <  ج: ص:  >  >>