.. وَحَشْرٌ مُهَوَّلٌ وَازْدِحَامٌ بِمَوْقِفٍ ... عَلَى كُلِّ إِخْوَانِ الضِّيَاع عَسِيرُ
وَمَصْرَفُهُ سِجْنٌ لِمَنْ عَاشَ لاهِيًا ... بِهِ لَهَبٌ يَشْوِي الحَشَا وَسَعِيرُ
وُخُضْرُ جِنَانِ لِلَّذِي مَاتَ تَائِبًا ... وَكَانَ لَهُ فِي الدَّاجِيَاتِ زَفِيرُ
فَلا تُسْلِمُوا لِلنَّارِ حَرَّ وُجُوهِكُمْ ... وَلا تُغْضِبُوا الرَّحْمَنَ فَهُوَ غَيُورُ
وَتُوبُوا إِلَيْهِ وَاسْأَلُوهُ حَنَانَهُ ... فَوَاللهِ رَبِّي إِنَّهُ لَغَفُورُ
وَلا يَغْتَرِرْ ذُو الْجَاهِ مِنْكُمْ بِجِاهِهِ ... فَأَكْبَرُ عَاتٍ فِي الْمَعَادِ حَقِيرُ
وَعَنْ جَاهِهِ وَالْمَال مَنْ مَاتَ ... خَارِجٌ وَأَغْنَى غَنِيٍ إِذْ يَمُوتُ فَقِيرُ
وَلا تُلْهِكُمْ دُنْيًا أَبَادَتْ وَأَهْلَكَتْ ... مُلُوكَ قُرُونٍ عَدُّهُنَّ كَثِيرُ
وَإِنَّا وَإِنْ كَانَتْ أَسَافِلُ قَوْمَنَا ... تَسَاوَى لَدَيْهُمْ مُؤْمِنٌ وَكَفُورُ
وَبَاعُوا بِدُنْيَاهُمْ فَضَائِلَ دِينِهِمْ ... وَفَاسِقُهُمِ لِلْمَاكِرِينَ نَصِيرُ
فقَدْ أَسْخَطُوا الرَّحْمَنَ حَتَّى أَهَانَهُمْ ... وَلَيْسَ لَهُمْ لِلإِنْتِقَامِ شُعُورُ
فَمِنَّا أُنَاسَ فِي الدَّيَاجِي نَوَاحُهُمْ ... تَبين لَهُمْ عِنْدَ البُكَاء صُخُورُ
يُنَادِوْنَ يَا رَحَمْنَ لُطْفًا فَإِنَّنَا ... عَهِدْنَاكَ عَطْفًا لِلْمَلْهُوفِ تُجِيرُ
فَيَا مُصْلِحَ الأَحْوَالِ جَمِّلْ شُؤُونَنَا ... فأَنْتَ لإِِصْلاحِ الشُّؤُونِ جَدِيرُ
وأَنْتَ إِلَهُ الْعَالَمِينَ بَأَسْرِهِمْ ... وَأَنْتَ سَمِيعٌ عَالِمٌ وَبَصِيرُ
فَلا يَأْسَ إِذْ أَنْتَ الْقَدِيرُ وَكُلُّ مَنْ ... تَوَلاهُ يَأْسٌ مِنْكَ فَهُوَ كَفُورُ
وَصَلَّ وَسَلِّمْ يَا إِلَهِي تَفَضُّلاً ... عَلَى مَنْ بِذِكْرَاهُ الْقُلُوبُ تُنِيرُ
مُحَمَّدُ قُطْبُ الْمَرْسَلِينَ وَمَنْ رَحَى ... رِسَالَتِهِمْ جَمْعًا عَلَيْهِ تَدُورُ
اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ طَهِّرْ قُلُوبَنَا مِنَ النِّفَاقِ وَعَمَلَنَا مِنَ الرِّيَاءِ وَأَلْسِنَتَنَا مِنَ الْكَذِبِ وَأَعْيُنَنَا مِنَ الْخِيَانَةِ إِنَّكَ تَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورِ. وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.