للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الفضيل بن عياض: لَوْ أن أَهْل العلم أكرموا أنفسهم وشحُّوا عَلَى دينهم وأعزوا العلم وصانوه وأنزلوه حيث أنرله الله لخضعت لهم رقاب الجبابرة وانقاد لهم الناس وكانوا لهم تبعاً وعز الإسلام وأهله، ولكنهم أذلوا أنفسهم ولم يبالوا بما نقص من دينهم إذا سلمت لهم دنياهم فبذلوا علمهم لأبناء الدنيا ليصيبوا بذلك ما في أيدي الناس فذلوا وهانوا عَلَى الناس. انتهي.

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ العِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ ... ولَوْ عَظّمُوهُ فِي النُّفُوسِ لَعُظّمَا

وَلَكِنْ أَهَانُوْهُ فَهَانُوْا وَدَنَّسُوْا ... مُحَيَّاهُ بِالأطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَا

فَإِنْ قُلْتُ زَنْدَ العِلْمِ كَابٍ فَإِنَمَا ... كَبَى حَيْثُ لم تُمْحَ حِمَاهُ وأَظْلَمَا

آخر: ... اعْمَلْ بِعِلْمِكَ تَغْنَمْ أيُّهَا الرَّجُلُ ... لاَ يَنْفَعُ العِلْمُ إِنْ يَحْسُنِ العَمَلُ

والعِلْمُ زَيْنٌ وَتْقوى اللهِ زِينَتُهُ ... والمُتَّقُونَ لَهُمْ فِي عِلْمِهِمْ شُغُلُ

وحُجَّةُ اللهِ يَاذَا العِلْمِ بَالِغَةٌ ... لاَ المَكْرُ يَنْفَعُ فِيها لاَ وَلاَ الحِيَلُ

تَعَلَّمِ العِلْمَ واعْمَلْ مَا اسْتَطَعْتَ بِهِ ... لاَ يُلْهِيَنَّكَ عَتَهُ اللَّهْوُ والجَذَلُ

وعَلَّمَ النَّاسَ واقْصِدْ نَفْعَهُمْ أبَدَاً ... إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ يَعْتَادَكَ المَلَلُ

وَعِظْ أَخَاكَ بِرِفْقٍ عِنْدَ زَلَّتِهِ ... فَالرِّفْقُ يَعْطِفُ مَنْ يَعْتَادُهُ الزَّلَلُ

وَإِنْ تَكُنْ بَيْنَ قَوْمٍ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ ... فَأمُرْ عَلَيْهِمْ بِمَعْروفٍ إِذَا جَهِلُوْا

فَإِنْ عَصَوْكَ فَراجِعْهُمْ بِلاَ ضَجَرِ ... واصْبِرْ وَصَابِرْ وَلاَ يَحْزُنْكَ مَا فَعَلُوْا

فَكُلُّ شَاةٍ بِرِجْلَيْهَا مُعَلَّقَةٌ ... عَلَيْكَ نَفْسَكَ إِنْ جَارُوْا وَإِنْ عَدَلُوْا

والحمد لله رب العالمين، وصلواته عَلَى سيدنا مُحَمَّد خاتم النبيين، وآله الطاهرين.

(فَصْلٌ)

ومن وصايا أبي حنيفة لأبي يوسف: لا تتكلم بين يدي العامة إلا بما تسأل عنهُ، قُلْتُ أو (فيما يعود عَلَيْهمْ بما ينفعهم وإنْ لم يسألوا) .

ولا تكثر الْخُرُوج إلي السوق ولا تكلم المراهقين فَإنَّهُمْ فتنة (قُلْتُ إلا لضرورة أو حاجة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>