العاقل حَقِيقَة هُوَ من آثرالطاعة عَلَى المعصية وآثر العلم عَلَى الجهل وآثر الدين عَلَى الدُّنْيَا وكف أذَاه عَن النَّاس والعَالم حَقِيقَة هُوَ من خشي الله تعالى وعمل بما علم. قال تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} .
(فائدة)
إحالة الأعمال الصَّالِحَة إلي وجود الفراغ من أمور الدُّنْيَا من الحمق لوجوه منها إيثار الدُّنْيَا عَلَى الآخرة والله يَقُولُ {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} .
والثاني: أن تسويف الْعَمَل إلي أوان فراغه دَلِيل عَلَى جهل الإنسان وغباوته لأنه قَدْ لا يجد مهلة فربما اختطفه الموت قبل ذَلِكَ وَرُبَّمَا يزداد شغله لأن أشغال الدُّنْيَا يجذب بعضها بعضاً ولا تنتهي غالباً إلا بالموت.
فالواجب عَلَى الإنسان المبادرة إلي الأعمال الصَّالِحَة عَلَى أي حال كَانَ وأن ينتهز فرصة الإمكَان قبل مفاجأة هادم اللذات وأن يتوكل عَلَى الله ويطلب منه العون فِي تيسيرها إليه وصرف الموانع الحائلة.