للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعبد الدُّنْيَا لرغبتك فيها وأنَا مولاها لرغبتي عنهَا وزهدي فيها. شعراً:

أَنْتَ الأمِيْرُ عَلَى الدُّنْيَا لِزُهْدِكَ فِي ... حُطَامِهَا وَطَرِيْقُ الحَقِ مَسْلُوْكُ

وأَنْتَ عَبْدُ لَهَا مَا دُمْتَ تَعْشَقُهَا ... إِنَّ المُحِبَّ لِمَنْ يَهْوَاهُ مَمْلُوْكُ

آخر: ... أرَي الدُّنْيَا لِمَنْ هِيَ فِي يَدَيْهِ ... عَذَاباً كُلَّمَا كَثُرَتْ لَدَيْهِ

تُهِيْنُ المُكْرِمِيْنَ لَهَا بِصُغْرٍ ... وَتُكْرِمُ كُلَّ مَنْ هَانَتْ عَلَيْهِ

إِذَا اسْتَغْنَيْتَ عن شَيءٍ فَدَعْهُ ... وَخُذْ مَا أَنْتَ مُحْتَاجٌ إِليْهِ

آخر: ... أَرَى أَشْقِيَاءَ النَّاسِ لاَ يَسْأَمُوْنَهَا ... عَلَى أنَّهُمْ فِيها عُرَاةٌ وَجُوَّعُ

أَرَاهَا وَإِنْ كَانَتْ تُحِبُّ كَأَنَّهَا ... سَحَابَةُ صَيْفٍ عن قَلِيْلٍ تَقَشَّعُ

وَقَالَ مالك بن أنس: كنا عنْدَ جعفر بن مُحَمَّد فدخل سفيان الثوري فَقَالَ لَهُ حدثني رَحِمَكَ اللهُ فَقَالَ يا أبا عَبْد اللهِ أكثر من الْحَدِيث أعلمك ثلاثاً خَيْر لك من مال كثير يا سفيان إِذَا أنعم الله عَلَيْكَ نعمة فأكثر من الحمد لله فإن الله تعالى يَقُولُ {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} .

وإِذَا قُلْتُ نفقتك فعَلَيْكَ بالاستغفار فإنه يزيدك من الْمَال والولد والنعمة قال الله تعالى {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} وإِذَا اشتد بك الكرب فعَلَيْكَ بلا حول ولا قوة إلا بِاللهِ فإنها كنز من كنوز الْجَنَّة فجعل سفيان يقولها ويعدها فِي يده ثلاثاً.

وَقَالَ رجل لعمر بن عَبْد الْعَزِيز عَلَيْكَ بما يبقي لك عِنْدَ الله فإنه لا يبقي لك ما عِنْدَ النَّاس فبلغ ذَلِكَ الزهري فَقَالَ لَقَدْ وعظه بالتوراة والإنجيل والفرقان.

من أصعب الأشْيَاءِ عَلَى الإنسان معرفته بعيوبه والإمساك عن الدخول فيما لا يعنيه. قُلْتُ والغيبة والكذب والرياء.

مِمَّا يجب الابتعاد عنهُ والتحذير منه مُجَالَسَة أَهْل الفساد لأنه يعلق

<<  <  ج: ص:  >  >>