للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل لبعضهم من أضعف الناس قال من ضعف عن كتمان سره، قيل فمن أقواهم، قال من قوي على غضبه، قيل فمن أصبرهم قال من ستر فاقته، قيل فمن أغناهم قال من قنع بما يسره الله له.

وقال آخر من توفيق الله للقاضي أن يكون فيه خمس خصال الحلم والنزاهة عن الطمع، وجودة العقل، والاقتداء بالعلماء المتبعين للكتاب والسنة، ومشاورة أهل الرأي من ذوى العقول الراجحة.

والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

(فَصْلٌ)

قال بعض العلماء: اعلم أن بني آدم طائفتان طائفة نظروا إلى شاهد خيال الدنيا وتمسكوا بتأميل العمر الطويل ولم يتفكروا في النفس الأخير.

وطائفة عقلاء جعلوا النفس الأخير نصب أعينهم لينظروا ماذا يكون مصيرهم وكيف يخرجون من الدنيا ويفارقونها سالم إيمانهم.

وما الذي ينزل معهم من الدنيا في قبورهم وما الذي يتركونه لأعدائهم ويبقى عليهم وباله ونكاله.

وهذه الفكرة واجبة على كافة الخلق وهي على الملوك وأهل الدنيا أوجب لأنهم كثيرًا ما أزعجوا قلوب الخلق وأدخلوا في قلوبهم الرعب.

فان لله ملكا يعرف بملك الموت لا مهرب لأحد من مطالبته.

وكل موكلي ملوك الدنيا يأخذون جعلهم ذهبًا وفضًة وطعامًا.

وملك الموت لا يأخذ سوى الروح.

وسائر موكلي السلاطين تنفع عندهم الشفاعة وهذا إذا جاء لقبض الروح لا تنفع عنده الشفاعة.

وكثير من الموكلين يمهلون من يوكلون به اليوم والساعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>