للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَيُسْلَمَ فِيهِ مَهْجُورًا فَرِيدًا ... أَحَاطَ بِهِ شَحُوبُ الاغْتِرَابِ

وَهَوْلُ الْحَشْرِ أَفْظَعُ كُلِّ أَمْرٍ ... إِذَا دُعِيَ ابْنُ آدمَ لِلْحِسَابِ

وَأَلْفَى كُلَّ صَالِحَةٍ أَتَاهَا ... وَسَيِّئَةٍ جَنَاهَا فِي الْكِتَابِ

لَقَدْ آنَ التَّزَوُّدُ إِنْ عَقَلْنَا ... وَأَخْذُ الْحَظِّ مِنْ بَاقِي الشَّبَابِ

اللهم اجعلنا من المتقين الأبرار وأسكنا معهم في دار القرار، اللهم وفقنا بحسن الإقبال عليك والإصغاء إليك ووفقنا للتعاون في طاعاتك والمبادرة إلى خدمتك وحسن الآداب

في معاملتك والتسليم لأمرك والرضا بقضائك والصبر على بلائك والشكر لنعمائك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين.

(فَصْلٌ)

اعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه أن مداواة مرض القلب واجبة وهي تأتي من وجوهٍ كثيرةٍ جدا نشير إلى بعضها.

أحدها وهي من أنفعها العزلة المصحوبة بالاشتغال بالعلوم النافعة.

فبالعزلة يتقيد الظاهر عن مخالطة من لا تصلح مخالطته ومن لا يأمن دخول الآفات عليه بصحبته.

فيتخلص من المعاصي التي يتعرض لها بالمخالطة مثل الغيبة والمداهنة والتملق والرياء والتصنع.

ويحصل له بذلك السلامة من مسارقة الطباع الرديئة والأخلاق الدنيئة.

ويحصل بذلك أيضا صيانة دينه ونفسه عن التعرض للخصومات وأنواع الشرور والفتن.

فإن النفس تولعًا وتسرعًا إلى الخوض في مثل هذا.

فينبغي للإنسان أن يكف لسانه عن السؤال عن أخبار الناس وما هم

<<  <  ج: ص:  >  >>