للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكُلُّ فَقيهٍ في الحَقيقَةِ مُدَّعٍ ... وَيَثِبُ بِالوَحيَينِ صِدقَ اِدِّعائِهِ

هُما شاهَدا عَدلٍ وَلَكِن كِلاهُما ... لَدى الحُكمِ قاضٍ عادِلٍ في قَضائِهِ

فَوا حَرَّ قَلبي مِن جَهولٍ مُسَوَّدٍ ... بِهِ يُقْتَدَى في جَهلِهِ لِشَقائِهِ

يَرى أَنها دَعوى اِجتِهادٍ صَريحَةٍ ... فَواعَجَبًا مِن جَهلِهِ وَجَفائِهِ

فَسَلهُ أَقول اللَهِ ماذا أَجَبتُمُ؟ ... لِمَن هُوَ يوم الحَشرِ عِندَ نَدائِهِ

أَيَسأَلُهُم ماذا أَجَبتُم مُلوكَكُم؟ ... وَما عَظمُ الإِنسانِ مِن رُؤَسائِهِ

أَمِ اللَهُ يَومَ الحَشرِ يَمتَحِنُ الوَرى ... بِماذا أَجابوا الرُسُلَ مِن أَنبِيائِهِ

إِذا قُلت قَولَ المُصْطَفَى هُوَ مُذهَبِيٌّ ... مَتى صَحَّ عِندي لَم أَقُل بِسَوائِهِ

وَهَل يَسألُ الإِنسانَ عَن غَيرِ أَحمَدٍ ... إِذا ما ثَوى في الرَمسِ تحتَ تُرابِهِ

وَهَل قَولُهُ يا رَبِّ قَلَّدتَ غَيرَهُ ... لَدى اللَهِ عُذرٌ يَومِ فَصْلِ قَضائِهِ

فَهَيهاتَ لا َغنى الفَتى يَومَ حَشرِهِ ... (سِوى حُبِّهِ رَبّ الوَرى وَاِتِّقَائِهِ)

(وَحُبِّ رَسُولِ اللهِ بَل كلِّ رُسلِهِ ... وَمَنْ يَقْتِفَي آثارَهُمْ باهْتِدَائِهِ)

اللَّهُمَّ نُوِّرْ قُلُوبَنَا وَاجْعَلِ الإِيمَانَ لَنَا سِرَاجًا وَلا تَجْعَلَه لَنَا اسْتِدْرَاجًا وَاجْعَلْهُ لَنَا سُلَّمًا إلى جَنَّتِكَ وَلا تَجْعَلَهُ لَنَا مَكْرًا مِنْ مَشِيئَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْحَلِيمُ. اللَّهُمَّ يا مَنْ لا تَضُرَّهُ الْمَعْصِيةُ ولا تَنْفَعَهُ الطَّاعَةِ أَيْقِظْنَا مِنْ نَوْمِ الغَفْلَةِ وَنَبَّهْنَا لاغْتِنَامِ أَوْقَاتِ الْمُهْلَةِ وَوِفِّقْنَا لِمَصَالِحْنَا وَاعْصِمْنَا مِنْ قَبَائِحْنَا وَلا تُؤاخِذْنَا بِمَا انْطَوَتَ عَلَيْهِ ضَمَائِرُنَا وَأَكَنَّتْهُ سَرائِرُنَا مِنْ أَنْوَاعِ القَبَائِحِ والْمَعَائِبِ التي تَعْلَمُهَا مِنَّا، وامنُنْ عَلَيْنَا يَا مَوْلانَا بِتَوْبَةٍ تمحو بها عنا كُلَّ ذَنْبٍ وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْياءِ مِنهُم وَالمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

الفَصْلٌ الحادي عشر

في محاسبة النفس

اعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين أنه يَجِبُ على الإنسان أولاً:

<<  <  ج: ص:  >  >>