فيه ما ينجح غير المركب فيقع الخطأ وقد يكون متحدًا لكن يريد الله أن ينجح وهنا تخضع رقاب الأطباء ولهذه قال بعضهم:
إِن الَّطبِيْبَ لَذُو عَقْلٍ وَمَعْرِفَةٍ ... مَا دَامَ في أَجَلِ الإِنْسَانِ تَأْخِيرُ
حَتىَّ إِذَا مَا انْقَضَتْ أَيَّامُ مُدَّتِِهِ ... حَارَ الطَّبِيبُ وَخَانَتْهُ العَقَاقِيرُ
ومما ورد في الحث على الاستعداد للموت ما يلي:
يا رَاِقدَ الليل مَسْرُوْرًا بأَوْلِه ... إِنَّ الحَوَادِثَ قَدْ يَطْرُقنَ أَسْحَارَا
كَمْ قَدْ أَبَادَتْ صُرُوْفُ الدَّهْرِ مِن مَلِكٍ ... قَدْ كَانَ في الدهرِ نَفَّاعًا وَضَرَّارَا
يَا مَن يُعَانِقُ دُنْيَا لا بَقَاءَ لَهَا ... يُمْسِي وَيُصْبِحُ في دُنْيَاهُ سَفَّارَا
هَلا تَرَكْتَ مِن الدُنْيَا مُعَانَقَةَ ... حَتَّى تُعَانِقَ في الفِرْدَوْسِ أَبْكَارَا
إِنْ كُنْتَ تَبْغِي جِنَانَ الخُلْدِ تَسْكُنُهَا ... فَيَنْبَغِي لَكَ أَنْ لا تَأْمَنِ الدَّارَا
قال أبو الحسين الأهوازي في كتاب الفرائد والقلائد الدنيا لا تصفو لشارب. ولا تبقي لصاحب. فخذ زادًا من يومك لغدك فلا يبقي يوم عليك ولا غد.
ويقال إنه كان على قبر يعقوب بن ليث مكتوبًا هذه الأبيات عملها قبل موته وأمر أن تكتب على قبره وهي هذه:
سَلامٌ على أَهِل القُبورِ الدَّوَارِس ... كَأَنَّهُمُ لَمْ يَجْلِسُوا فِي الْمَجَالِسِ
وَلَمْ يَشْرَبُوا مِن بَارد الْمَاءِ شربةً ... وَلَمْ يَأْكُلُوا مَا بَيْنَ رَطْبٍ وَيَابِسِ
فَقَدْ جَاءَنِي الْمَوْتُ الْمَهُولُ بِسَكْرَةٍ ... فَلَم تُغْنِ عَنِّيِ أَلْفُ آلافِ فارِسِ
فَيَا زَائِرَ الْقَبْرِ اتَّعِظْ وَاعْتَبِرْ بِنَا ... وَلا تَكُ فِي الدُّنْيَا هُدِيْتَ بآنِسِ
خراسَانُ نَحْوِيها وأطرافَ فارِسٍ ... وما كُنْتُ عن مُلْكِ العِرَاقِ بآيِسِ
سَلامٌ على الدُنْيَا وطِيْبِ نَعِيمِها ... كَأَنْ لم يَكُنْ يَعُقوبُ فِيها بِجَالِسِ
وأقبل رجل من المقبرة فقيل له من أين جئت فقال من القافلة النازلة قيل له ماذا قلت لهم وماذا قالوا لك.