للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن يا للأسف سرعان مَا ينسى الجميل وينكر المعروف ويلتفت إِلَى زوجته وأولاده.

ولذلك لا يحتاج الآباء إِلَى توصية بالأبناء إنما يحتاج الأولاد إِلَى استجاشة وجدانهم بقوة ليذكروا واجب والديهم نحوهم.

شِعْرًا:

قَضَى اللهُ أَنْ لا تَعْبُدُوا غَيْرَهُ حَتْمًا

فَيَا وَيْحَ شَخْصٍ غَيْرَ خَالِقِهِ أَمَّا

وَأَوْصَاكُمُوا بِالْوَالِدَيْنِ فَبَالِغُوا

بِبِرِّهِمَا فَالأجْرَ فِي ذَاكَ وَالرَّحْمَا

فَكَمْ بَذَلا مِنْ رَأْفَةٍ وَلَطَافَةٍ

وَكَمْ مَنَحَا وَقَتْ احْتِيَاجِكَ مِنْ نُعْمَا

وَأُمُّكَ كَمْ بَاتَتْ بِثِقْلِكَ تَشْتَكِي

تُوَاصِلُ مِمَّا شَقَّهَا الْبُؤْسَ وَالْغَمَّا

وَفِي الْوَضْعِ كَمْ قَاسَتْ وَعِنْدَ وِلادِهَا

مُشَقًّا يُذِيْبُ الْجِلْدَ وَاللَّحْمَ وَالْعِظْمَا

وَكَمْ سَهِرَتْ وِجْدًا عَلَيْكَ جُفُونِهَا

وَأَكْبَادُهَا لَهْفًا بِجَمْرِ الأسَا تَحْمَى

وَكَمْ غَسَّلَتْ عَنْكَ الأذَى بِيَمِيْنِهَا

حُنُوًّا وَإشْفَاقًا وَأَكْثَرَتِ الضَّمَّا

فَضَيَّعْتَهَا لَمََّا أَسَنَّتْ جَهَالَةً

وَضِقْتَ بِهَا زَرْعًا وَذَوَّقْتُهَا سُمَّا

وَبِتَّ قَرِيْرَ الْعَيْنِ رَيَّانَ نَاعِمًا

مُكِبًّا عَلَى اللَّذَاتِ لا تَسْمَعُ اللَّوْمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>