للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَسْرِي لا مَحَالَةَ مِنْ قُرَنَاءِ السُّوءِ، وَأَصْلُ تَأْدِيبِ الصِّبْيَانِ الْحِفْظُ مِنْ قُرنَاءِ السُّوءِ. قُلْتُ: ويحذر من التلفاز والفيديو والمذياع والمجلات الهَدَّامَةِ لِلأَخْلاقِ.

الأَدَبُ السَّابِعَ وَالْعُشْرُونَ: يَنْبَغِي أَنْ يَتَعَلَّمَ شَجَاعَةَ الْقَلْبِ وَالصَّبْرِ عَلَى الشَّدَائِدَ وَتمْدحَ هَذِهِ الأَوْصَافِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِسَمَاعِهِ لَهَا يَنْغَرِسُ فِي قَلْبِهِ حُسْنُهَا وَيَتَعَوَّدُهَا.

الأَدَبُ الثَّامِنُ وَالْعُشْرُونَ: يَنْبَغِي أَنْ يُعَلَّمَ طاعة والديه ومُعلمه ومؤدّبه وكل من هو أَكبر منه سنًّا من قريب أَوْ بعيد أَوْ أجنبي من المسلمين وأن يكون ناظرًا إليهم بعين الجلالة والتعظيم، وأن يترك اللعب بين أيديهم فهذه الآداب كلها متعلقة بسن التمييز في حالة الصغر قبل البلوغ. انتهى باختصار.

والله أعلم وصلي الله علي محمد وآله وصحبه وسلم.

فصل في كَلامٍ نافعٍ في بيان فوائد الجوع وآفات الشبع

فقَالَ رحمه الله

الْفَائِدَةُ الأُولى: صَفَاءُ الْقَلْبِ وَاتِّقَادُ الْقَرِيحة وَنَفَاذُ الْبَصِيرَةِ، فَإِنَّ الشَّبَعَ يُورثُ الْبَلادةَ وَيعْمِي القلبَ وَيُكِثر الْبُخَارَ في الدِّمَاغِ يشبهِ السُّكْر حتَّى يَسْتَوْلِي على مَعَادِنِ الْفِكْرَةِ فَيَثْقُلُ القلبُ بِسببِ ذلك الجريانِ في الأَفْكَارِ.

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: رِقَّةُ القلب التي يَتَهَيَّأُ بِهَا لإِدْرَاكِ حَلاوَةِ المناجاةِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَكَمْ مِنْ ذِكْرٍ يَجْرِي عَلَى اللسانِ مَعَ حُضُورِ القلبِ.

ولكن الْقَلْبُ لا يَلتذَ بِهِ ولا يَتَأَثَّرُ عنه حتَّى كَأَن بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابًا مِن قَسَاوَةِ الْقَلْبِ.

وَقَدْ يَرِقٌ في بعضَ الأَحْوَالِ فَيَعْظُم تَأَثُّرُهُ بالذكرِ وتَلّذُذُهُ بالمناجاة، وَخُلُّو المعدةِ هو السَّبَبَ الأظهر في ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>