للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهَذِهِ حِكَمٌ بِالنُّصْحِ كَافِلَةٌ

بِالنَّقْلِ جَاءَتْ وَعَنْ مَصْقُولَةِ الْفِكَرِ

اللهم أنظمنا في سلك عبادك المخلصين ووفقنا للقيام بأركان دينك القويم ونجنا من لفحات الجحيم وأسكنا في جنات النعيم واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ)

قال في مختصر منهاج القاصدين: واعلم أنا قد ذكرنا جملة من نعم الله على خلقه ونعمة البدن واحدة من النعم الواقعة في الرتبة الثانية فلو أردنا أن نستقصي الأسباب التي بها تمت هذه النعمة لم نقدر عليها ولكن الأكل أحد أسباب الصحة، فلنذكر شيئًا من الأسباب التي يتم بها الأكل على سبيل التدريج لا على سبيل الاستقصاء.

فنقول: من جملة نعم الله عليك أن خلق لك آلة الإحساس وآلة الحركة في طلب الغذاء فانظر إلى ترتيب حكمة الله تعالى في الحواس الخمس التي هي آلة للإدراك.

فأولها حاسة اللمس وهو أول حس يخلق للحيوان وأنقص دراجات الحس أن يحس بما يلاصقه فإن الإحساس بما يبعد منه أتم لا محالة فافتقرت إلى حس تدرك به ما بعد عنك فخلق لك الشم تدرك به الرائحة من بعد ولكن لا تدري من أي ناحية جاءت الرائحة فتحتاج أن تطوف أي تدور كثيرًا، حتى تعثر على الذي شممت رائحته وربما لم تعثر عليه.

فخلق لك البصر لتدرك به ما بعد عنك وتدرك جهته فتقصدها

<<  <  ج: ص:  >  >>