للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَكونُ فيهِ أوْ خُلُق حَسَن يكون عليه تَكْسِبُهُ مِن صُحْبَتِِهِ.

وعَلَيْكَ بالبَذَاذَهة فإنها مِن الإِيمَانِ وهيَ تَرْكُ الزِّينَةِ وعَدَمُ التّرَفُّهِ ورثَاثَةُ الهَيْئَةِ والرِضَا بالدُونِ مِن الثِياب لِمَا وَرَدَ في الحديث: «إن البَذَاذَةَ مِن الإيمان» وفي الحديث الآخر: «إن الله عز وجل يُحِبُّ المُتَبَذِّلَ الذِي لا يُبَالِي مَا لَبسَ» وفي الحديث الآخر: «ومَن تَرَكَ لُبْسَ ثَوْبِ جَمَالٍ وهو يَقْدِرُ عليهِ - أَحْسِبُهُ قال تواضعًا - كَسَاهُ الله حلة الكرامة» . رواه أبو داود.

شِعْرًا:

ومَن يَرْتَضِِي أَدْنَى اللِّباسِ تَواضُعًا ... سَيُكْسَى الثِّيَابَ العَبْقَرِيَّاتِ في غَدِ

آخر:

اطْلُبْ كَفافًا فما في الأرض مِنْ أَحَدٍ ... نَالَ الكَفَافَ عَلى تَقْوَى وإِرْشَادِِ

مِنْ مَلْبَسٍ وَشَرَابٍ بَعْدَ مَطْعَمِهِ ... في حَيْثُ خَيَّمَ في غَوْرِ وإنْجَادِ

إِلا حَوَى الفَوْزَ في الدنيا وَآجِلِهَا ... إذا أَعِينَ بِنَفْسٍ شِحُّّّهَا زَادِ

لاَ تَتْعَبَنَّ فإنَّ الرِّزْقَ عَنْ قَدَرٍ ... يَأْتِيكَ طَالِبُهُ مِنْ غير مِيعَادِ

واللهُ أَعْلَمْ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

[فائدة عظيمة النفع]

اعْلَمْ أَنَّ مَن كان دَاؤُهُ المعصية فَشِفَاؤهُ الطاعة، وَمَن كان دَاؤهُ الغَفْلَةُ فشِفاؤه اليَقَظة، ومَن كان داؤهُ كَثْرةُ الأشغال فشفاؤه في تفريغ البال.

فمن تَفَرَّغَ مِن هُموم الدنيا قلبُه، قَلَّ تَعَبُه وتَوَفَّر مِنَ العِبَادة نصيبه، واتصل إلى الله مَسِيرهُ، وارتفع في الجنة مَصيره، وتمكن مِن الذِكر والفِكر والورع والزهد والاحتراس من وساوس والشيطان، وغوائل النفس.

ومن كثر في الدنيا هَمُّه، أظلم طريقُهْ، ونصَبَ بَدَنُه، وضَاعَ وَقتُه، وتَشَتَّتَ شملُه، وطاشَ عَقْلُه، وانعقد لِسَانُه عن الذكر لِكثَرْة هُمومه

<<  <  ج: ص:  >  >>