للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. لَعُمْرُكَ مَا الدُّنْيَا بِدَارِ أَخِي حِجَا ... فَيَلْهُو بِهَا عَنْ دَارِ فَوْزٍ وَجَنَّةِ

عَنِ الْمَوْطِنَ الأَسْنَى عَنِ الْقُرْبِ وَاللِّقَا ... عَنِ الْعَيْشِ كُلِّ الْعَيْشِ عِنْدَ الأَحِبَّةِ

فَوَاللهِ لَوْلا ظُلْمَةُ لَمْ يَطِبْ ... لَكَ الْعَيْشُ حَتَّى تَلْتَحِقْ بِالأَحِبَّةِ

اللهم انهج بنا مناهج المفلحين وألبسنا خلع الإيمان واليقين، وخصنا منك بالتوفيق المبين، ووفقنا لقول الحق وإتباعه وخلصنا من الباطل وابتداعه، وكن لنا مؤيدًا ولا تجعل لفاجر علينا يدا واجعل لنا عيشًا رغدًا ولا تشمت بنا عدوًا ولا حاسدًا، وارزقنا علمًا نافعًا وعملاً متقبلاً، وفهمًا ذكيًا صفيًا وشفًا من كل داء، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ) : ومن أخلاقهم توصية بعضهم بعضًا بما يحبه الله ويرضاه من الأعمال الصالحة: ودع ابن عون رجلاً فقال له: عليك بتقوى الله فإن المتقي ليست عليه وحشة.

وقال زيد بن أسلم: كان يقال من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا. وقال الثوري لابن أبي ذئب: إن اتقيت الله كفاك الناس وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئًا.

وكانت أعمالهم بعيدة عن الرياء عملاً بقوله تعالى في الصدقات {وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ} ، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) ، كان الربيع بن خيثٍم لا يطلع على عمله إلا أهل بيته ودخل عليه رجل وهو يقرأ في المصحف فغطاه بكمه.

شِعْرًا: ... إِذَا وَاتَاكَ مِنْ مَوْلاكَ خَمْسٌ ... فَلا تَأْسَفْ عَلَى شَيْءٍ يَفُوتُ

حِجىً وَسَلامَةٌ وَلِبَاسُ تَقْوَى ... وَدِينٌ غَيْرَ مَدْخُولٍ وَقُوتُ

آخر: ... جَمَالُ أَخِي النُّهَى كَرَمٌ وَتَقْوَى ... وَلَيْسَ جَمَالهُ عَرْضًا وَطُولا

وكان ميمون بن مهران يقول لأصحابه قولوا ما أكره في وجهي فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>