للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شِعْرًا: ... حَيَاتُكَ رَأْسُ الْمَالِ وَالدِّينُ رِبْحُهُ ... وَأَخْلاقُ أَشْرَافٍ بِهِنَّ تَصَدَّرُ

وَمَوْسِمُكَ الأَيَّام فَلْتَكُ حَازِمًا ... وَإِلا فَذُو التَّفْرِيطِ لا شَكَّ يَخْسَرُ

وَمَنْ ضَيَّعَ التَّوْحِيدَ ضَاعَتْ حَيَاتُهُ ... وَعَاشَ بِجَهْل غَارِقٍ لَيْسَ يُعْذَرُ

اللهم أرحم عربتنا في القبور وآمنا يوم البعث والنشور واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ) أعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لطاعته......

أن الناس متفاوتون في طول الأمل تفاوتًا كثيرًا فمنهم من يأمل البقاء إلى زمان الهرم ومنهم من لا ينقطع أمله بحالٍ ومنهم من هو قصير الأمل وكلما قص الأمل جاد العمل لأنه يقدر قرب الموت فيستعد استعداد ميت فروي عن علي رضي الله عنه أنه قال إنما يهلك اثنتان الهوى وطول الأمل فأما الهوى فيصد عن الحق.

وإما طول الأمل فينسي الآخرة وروي عنه أيضًا أنه قال من ارتقب الموت سارع إلى الخيرت وصدق رحمه الله فلو أن غائبين عنك تعتقد أن أحدهما لمجيئه احتمال قوي في ليلتك أو في يومك والآخر يتأخر بعده بشهر أو شهرين للذي تخشى أن يفاجئك قدومه سريعًا ولاسيما إن كان قد أوصاك بوصية نفذتها قبل أن يصل فيلحقك ملامة أو عقوبة وتهيئ له مع ذلك ما تقدر عليه من تحف وما ترى أنه يناسب ويهواه.

شِعْرًا: ... تَأَهَّبْ لِلَّذِي وَلا بُدَّ مِنْهُ ... فَإِنَّ الْمَوْتَ مِيعَادُ الْعِبَادِ

يَسُرُّكَ أَنْ تَكُون رَفِيقَ قَوْمٍ ... لَهُمْ زَادُ وَأَنْتَ بِغَيْرِ زَادِ

(فَصْلٌ) : اعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين أن تقصير الأمل دليل على كمال العقل فسبيل العاقل تقصير آماله في الدنيا والتقرب إلى الله جل وعلا بصالح الأعمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>